أبدت الصحافة الدولية اهتماماً كبيراً بخبر انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بالإجماع رئيساً للدولة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد يوم السبت في قصر المشرف بأبوظبي، إذ خصصت له تقارير سلّطت الضوء على سيرته وأبرز المسؤوليات التي تولاها، مثنيةً على ما يتحلى به من خصال قيادية وكفاءة سياسية وبعد نظر. 

ذي إيكونوميك تايمز 
صحيفة «ذي إيكونوميك تايمز» الهندية أشادت بما يتصف به الشيخ محمد بن زايد من حكمة وكفاءة قيادية، ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وصفه له بـ«الاستراتيجي الذي يجلب منظورا تاريخيا للمناقشات». 
ونقلت عن هذا المسؤول قوله: «إنه لا يتحدث عن الحاضر فقط، وإنما يعود سنوات إلى الخلف، وفي بعض الأحيان عقودا، متحدثا عن الاتجاهات الزمنية». 
وكتبت الصحيفة تقول إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي «ينظر إليه باعتباره حداثيا في الداخل ورجلا قريبا من أبناء شعبه وذا شخصية كاريزمية من قبل الكثير من الدبلوماسيين، حرص على الترويج لأبوظبي.. عبر تحفيز وتنشيط التنمية في الطاقة والبنى التحتية والتكنولوجيا». 
وعندما كان نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، تتابع الصحيفة، يحسب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أنه حوّل جيش الإمارات العربية المتحدة إلى واحد من أقوى الجيوش في العالم العربي، وفق خبراء أشاروا إلى أن هدفه من وراء اعتماد الخدمة العسكرية هو غرس الروح الوطنية في الأجيال الناشئة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله في هذا الصدد: «إنه لا يتحاشى الخوض في المواضيع غير السارة... إذ يريد أن يعرف أيضا الأشياء التي لا تعمل بشكل جيد، وليس الأشياء التي تعمل فقط». 

نيويورك تايمز
ومن جانبها، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن الشيخ محمد بن زايد بنى علاقات وثيقة مع واشنطن، مشيرة إلى أن القوات الخاصة الإماراتية شاركت في مهام إلى جانب الأميركيين في أفغانستان وكوسوفو والصومال وليبيا، وأن لإمارات العربية المتحدة تُعد عضوا في التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا. 
وإلى ذلك، أشادت الصحيفة بقوة الاقتصاد الإماراتي الذي جعل من الإمارات إحدى أكثر الوجهات شعبية بالنسبة للمهنيين المتعلمين عبر المنطقة، مثلما أشادت بتسامح الإمارات وتعايش الأديان فيها قائلة إن «الإمارات تسمح بحرية الأديان وتحتضن مساجد وكنائس ومعابد ودور عبادة أخرى. كما أن فيها وزارة للتسامح، هدفها الترويج لقبول الآخر، وامرأة تشغل منصب وزيرة دولة للسعادة». 

ذا تايمز أوف إسرائيل 
صحيفة «ذا تايمز أو إسرائيل» الإسرائيلية استعرضت إنجازات الإمارات العربية المتحدة وقالت إنه تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وضعت الإمارات المتحدة رجلا في الفضاء، وأرسلت مسبارا إلى كوكب المريخ، وفتحت أول مفاعل نووي لها، بينما استخدمت قوتها لتطوير سياسة خارجية أكثر قوة. 
وإلى ذلك، ذكّرت الصحيفة بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو الذي قاد في 2020 عقد اتفاق السلام الإبراهيمي مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن القادة الإسرائيليين قدّموا تعازيهم للإمارات العربية المتحدة في وفاة الشيخ خليفة بن زايد. 
ونقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوله في بيان: «إن تركة الشيخ خليفة وأعماله الكبيرة تُعد مثار إعجاب في إسرائيل»، مضيفا أن «دولة إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات العربية المتحدة في هذا الظرف العصيب». 

لوموند
ومن جهتها، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية إن الشخصيات الرفيعة الأجنبية تتوافد هذه الأيام على أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت في ظرف عقد من الزمن واحداً من أقوى البلدان في الشرق الأوسط. ومن بين تلك الشخصيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل إلى الخليج الأحد، ضمن أول زيارة له خارج أوروبا منذ إعادة انتخابه. 
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال ولايته الرئاسية الأولى، جعل الرئيس الفرنسي من الإمارات محورا لتحركه في العالم العربي-الإسلامي، وشراكة سلط الضوء عليها العقدُ الضخم المتعلق باقتناء 80 طائرة حربية من طراز «رافال»، الذي وقّع في ديسمبر 2021 في أبوظبي. 
وقالت الصحيفة إن ماكرون قدّم تعازيه للشيخ محمد بن زايد وهنّأه على انتخابه رئيساً للدولة. 

تشاينا دايلي 
أما صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية، فقد توقفت عند مضامين رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عقب انتخابه رئيساً للدولة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد، والتي أكّد فيها على رغبته في العمل مع الرئيس الجديد للدولة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط البلدين. 
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن بلاغ إخباري صدر الأحد قوله إن الرئيس الصيني أشار إلى أن الروابط بين البلدين ما فتئت تنمو وتتطور في مختلف المجالات منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية. 
ونقلت عن الرئيس الصيني قوله إن البلدين يدعمان بعضهما البعض في المواضيع التي تتعلق بمصالحهما الجوهرية وحقّقا نجاحات مثمرة في التعاون البراغماتي في مجالات مختلفة، ومن ذلك مثلا تعاونهما في مكافحة وباء كوفيد 19، مؤكدا على أن صداقتهما ما انفكت تتعزز وتتقوى. 
وإذ أشار الرئيس شي إلى أنه يعلّق أهمية كبرى على تنمية العلاقات بين الإمارات والصين، فإنه أكد على استعداده للعمل مع رئيس الدولة من أجل تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بما يفيد البلدين وشعبيهما. 

إعداد: محمد وقيف