التعليق الذي ساد في كافة مؤسسات الإعلام العربية والعالمية، الأسبوع الماضي، كان حول الانتقال السلس للسلطة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي كان أيضاً محط إعجاب زعماء ورجالات السياسة في دول العالم، حين أبهرهم جميعاً، دولة تحزن بعمق وتحتفل بشغف، في ليلة واحدة.
شاهد العالم وتابع، لقاء أصحاب السمو حكام دولة الإمارات، البسيط العظيم، وهم يباركون وينتخبون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة، وكيف يعزي ويبارك ويعاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بقلب صاف نقي: «جئنا نعزيك ونعزي أنفسنا، ونبارك لك ونبارك لأنفسنا بقيادتك لنا وبرئاستك دولتنا، ونحن سند لك على ما تريد»، فيكون القدوة والمثل، لشعب الإمارات كله، وللمقيمين على أرضه، ولقادة العالم وشعوبه، بالوفاء والعرفان، والتقدير والامتنان، الذي ليس له مثيل.
وفي تلك اللحظة التي أبهرت العالم، رسم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صورة وقدوة ونموذجاً، يكاد يكون الوحيد والمتفرد في التاريخ البشري حين أعلن وانتخب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال: «أنت لست غريباً علينا، عاشرناك خلال هذه المدة، وهي مدة عصيبة، وكنت عند حسن الظن، ونحن إلى جانبك في هذه المسيرة، ونسلم القيادة لك، وعلى بركة الله، وإن شاء الله دولة الإمارات وشعبها في مأمن، وفي موقع كل الناس تحسدنا عليه، ونحن لا نبارك لك فقط، وإنما نبارك لأنفسنا كذلك».

شعرنا بالفخر لذلك اللقاء التاريخي حين أجمع أصحاب السمو حكام دولة الإمارات على انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات، وحين باركوا لسموه تولي القيادة، وعاهدوه باسم شعب الإمارات جميعاً، أن يكونوا سنداً وعوناً له في مهتمه العظيمة، لقيادة مستقبل الإمارات، وكما عهدوه وعرفوه دائماً، خلال مسيرته المباركة، مخلصاً وحريصاً، حازماً ورحيماً، يستند على إرث الوالد القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
كنت مهتماً خلال الأسبوع الماضي أيضاً، بمتابعة ما تقوله الصحف العربية والعالمية وأصحاب الرأي والفكر حول العالم، الذين اهتموا بشكل خاص بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قيادة دولة الإمارات، وعبّر معظمهم عن الإعجاب الشديد بسموه، وخبرته الطويلة وقدرته وجرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة الحازمة، كما قال الكاتب العربي «خيرالله خيرالله» في صحيفة «النهار العربي»:
«الدور الذي لعبه رئيس دولة الإمارات في مساعدة مصر في التخلّص من هيمنة «الإخوان» في العام 2013. وهذه نقطة تحوّل تاريخية على الصعيد الإقليمي، نقطة تعكس عمق تفكير محمّد بن زايد وبعد نظره وفكره الإستراتيجي الذي حال دون سقوط مصر، ومعها ما بقي من عالم عربي، في حينه». 

تشيد جميع التحليلات والآراء التي طالعتها، في صحف العالم ومؤسساته الإعلامية بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتشير معظمها إلى جوائز عديدة نالها سموه بجدارة كجائزة «أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية- ديهاد 2021»، التي كانت رسالة وعرفاناً دولياً لما قدمه سموه من دعم مستمر وجهوده خالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وتقديراً لما قامت به الإمارات من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم خاصة في ظل ما شهده العالم من تداعيات خلال جائحة كورونا.
يرى الجميع، أن دولة الإمارات، وإنْ كانت في مرحلتي التأسيس والتمكين قوية ومتينة ومتمكنة، إلا أن المرحلة القادمة، وهي مرحلة «مستقبل الإمارات»، ستكون نموذجاً عالمياً ملفتاً للتطور والتنوع الحضاري والإنساني والعلمي، الذي يستند على الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولن تكون مجرد إثبات مكانة عالمية أو مواكبة للتطور العالمي فحسب، بل الريادة والتفرد، في إعادة رسم النظم العالمية الجديدة وقيادة ومشاركة دولة الإمارات الفاعلة في كافة المجالات الحيوية، التي تضمن مستقبلاً مزدهراً لشعب الإمارات وشعوب المنطقة والعالم.
*لواء ركن طيار متقاعد