أعلن «المكتب الوطني للاستطلاع»، وهو وكالة الاستخبارات الأميركية التي تشرف على الأقمار الصناعية التجسسية التابعة للبلاد، أنه سيمنح عقودا بقيمة مليارات الدولارات على مدى العقد المقبل لثلاث شركات تجارية للأقمار الصناعية تلتقط صورا لكوكب الأرض.

وقال «المكتب» في بيان صادر عنه إن الأمر يتعلق ب«أكبر عقود تجارية تتعلق بالصور على الإطلاق» وإنه يمثّل «توسعا تاريخيا لاقتناء الصور التجارية من قبل المكتب الوطني للاستطلاع من أجل تلبية طلبات الزبائن المتزايدة بقدرة أكبر من أي وقت مضى».

وآلت العقود إلى كل من «بلانيت» و«بلاك-سكاي» و«ماكسار»، وجميعها شركات تقوم بتسيير أساطيل من الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكب الأرض وتلتقط صورا لمساحات محددة من الأرض.

وتأتي العقود في وقت تعتمد فيه وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات الأميركيتان بشكل متزايد على الصور التي تلتقطها شركات تجارية للصور من أجل المساعدة في عمليات التجسس والحرب والجهود الإنسانية.

وتلعب الصور التجارية دورا كبيرا في الحرب في أوكرانيا، إذ تقوم الأقمار الصناعية التجارية بالتقاط تحركات الجنود، والدمار، وحتى أعمدة الدخان التي تكشف عن مواقع الهجمات الصاروخية – وكل ذلك بصور عالية الدقة. وتُعد الصور جد حيوية لدرجة أن الحكومة الأوكرانية أصدرت هذا العام نداء من أجل المساعدة، حيث طلبت من شركات الأقمار الصناعية تقاسم بياناتها مع الجيش الأوكراني.

وقد استخدمت البلدان على مدى عقود الأقمار الصناعية من أجل التجسس على أعدائها. غير أن الثورة في مجال التكنولوجيا، والتي يحركها القطاع الخاص بشكل رئيسي، جعلت الأقمار الصناعية أصغر حجما، وأقل تكلفة، وذات قدرة تكنولوجية عالية.

ونتيجة لذلك، قالت الحكومة الأميركية إنها تريد تسخير تلك القدرات والاستفادة منها. وفي هذا الإطار، قال كريس سكوليز، مدير «المكتب الوطني للاستطلاع» في بيان: «إن لدى المكتب«استراتيجية طويلة لشراء ما نستطيع شراءه، وصنع ما يجب صنعه»، مضيفا «إن التنوع الذي تتيحه هندستنا الآخذة في التطور، المؤلفة من أنظمة «المكتب الوطني للاستطلاع وأنظمة تجارية، يزيد من قوتنا ويمكّن مقاربة مندمجة للتهديدات التي تواجه بلدنا».

ولئن كان «المكتب الوطني للاستطلاع» قد اكتفى بالقول إن العقود «ستبلغ قيمتها مليارات الدولارات» على مدى العقد المقبل، فإن شركة «بلاك سكاي» قالت إن قيمة عقدها تبلغ 1 مليار دولار. ومن جانبها، أعلنت شركة «ماكسار» في بيان إن عقدها يمكن أن تصل قيمته إلى 3.24 مليار دولار. ومن غير الواضح المبلغ الذي ستتلقاه شركة «بلانيت» في إطار هذا البرنامج، ولم يقم متحدث رسمي باسم الشركة بالرد بشكل فوري على طلب تعليق.

*صحفي أميركي متخصص في قطاع الفضاء

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس».