تشهد أكبر اقتصادات أوروبا توليد كميات شبه قياسية من الطاقة الشمسية مع انتشار موجة حر عبر جنوب غرب القارة، مما يعزز الطلب على الكهرباء لتلطيف الجو الحار.

ولبَّتْ الطاقة الشمسية ما يقرب من ربع إجمالي الطلب على الطاقة في خمسة من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا يوم الأربعاء 15 يونيو الجاري. والزيادة في إمدادات الكهرباء لم تفعل شيئاً يذكر في تهدئة الأسعار المرتفعة بسبب تصاعد كلفة الغاز مع خفض روسيا بعض إمداداتها إلى أوروبا. ولجأ الأوروبيون إلى تشغيل أجهزة تبريد الهواء للتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية في إسبانيا وفرنسا.

وتعد الزيادة في عملية توليد طاقة تَنتُج عنها كميةٌ أقلَّ من الكربون تتويجاً لسنوات من السياسات الحكومية لتعزيز القدرات الخضراء. ويُنظر إلى الإسراع في هذا المضمار على أنه أداة رئيسية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي في العقد المقبل. والأرقام القياسية للطاقة المتجددة ستتحطم اعتيادياً في السنوات القادمة مع إقامة المزيد من المحطات لتلبية أهداف أوروبا في خفض الانبعاثات.

وبحلول منتصف العقد المقبل، ستأتي أوقات من اليوم قد تلبي فيها مصادر الطاقة المتجددة الطلب على الكهرباء بالكامل، وفقاً لشركات إدارة شبكات الكهرباء في المملكة المتحدة وألمانيا. وتوقعت شركة ماكسار تكنولوجيز، لتكنولوجيا الفضاء التي مقرها ولاية كولورادو الأميركية، أن تعود درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية بحلول 20 يونيو، لكن جنوب شرق أوروبا سيظل أشد حراً من المعتاد حتى نهاية الشهر.

وتوقعت شركة «ذي ويذر كمباني»، المختصة بمعلومات المناخ وتكنولوجيا المعلومات، ومقرها مدينة اتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، أن يصبح إنتاج الطاقة الشمسية «مرتفعاً جداً» لمعظم أنحاء القارة الأوروبية في الأيام القليلة المقبلة. وذكرت بيانات لبورصة الطاقة الأوروبية أن الطاقة الشمسية في ألمانيا سجلت رقماً قياسيا بلغ 36848 ميجاوات في الساعة الواحدة بعد الظهر، يوم الأربعاء 15 يونيو.

وذكر «معهد فراونهوفر» لأنظمة الطاقة الشمسية أن ذلك وفّر أكثر من 60% من الطلب في وقت ما بعد الظهر. وذكر اتحاد صناعة الطاقة الشمسية أن ألمانيا أضافت نحو 5.3 جيجاوات من قدرة الطاقة الشمسية عام 2021، بزيادة 10% عن العام السابق، لكن هذا مازال أقل بكثير مما كانت عليه خلال سنوات الازدهار حول عام 2010.

وتوليد الطاقة الشمسية يلبي نحو 10% من استهلاك الكهرباء السنوي في ألمانيا وتستهدف الحكومة زيادة القدرة إلى 200 جيجاوات بحلول عام 2030 صعوداً من 59 جيجاوات الآن. وفي إسبانيا، الدولة الأوروبية التي تتمتع بأكبر قدرات كامنة لتوليد الطاقة الشمسية، ذكرت بيانات لشركة إدارة شبكة الطاقة هناك أن الطاقة الشمسية وفرت نحو 23% من الطلب على الكهرباء بعد الساعة الثانية بعد الظهر، يوم الأربعاء 15 يونيو.

وتعتزم إسبانيا تعزيز قدرتها بسرعة في السنوات المقبلة لتقليل اعتمادها على الغاز والفحم مرتفعي الكلفة. وذكرت خدمة تمويل الطاقة الجديدة في بلومبيرج أنه من المقرر أن تزيد الطاقة الشمسية الإسبانية 27% هذا العام وأن تزيد أكثر من ثلاثة أمثال هذه النسبة بحلول نهاية العقد.

وفي ساعة الذروة في الثانية بعد الظهر، حصلت فرنسا على 9 جيجاوات من الشمس أو 19% يوم الأربعاء أيضاً، أي أقل من الرقم القياسي البالغ 10.8 جيجاوات الذي سجلته في أبريل الماضي. وفي المملكة المتحدة وفَّر توليد الطاقة الشمسية كهرباء كافية لتلبية حوالي 23% من الطلب بينما بلغت النسبة المماثلة في إيطاليا 27%، وفقاً لبيانات شركة إدارة شبكة الكهرباء.

وليام ماتيس*

*صحفي متخصص في شؤون تغير المناخ والطاقة المتجددة .

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»