يبدو أن التحذيرات التي يطرحها المشروع الوطني الكويتي للوقاية من المخدرات «غراس» تحذيرات جدية وجديرة بلفت انتباه الجميع إلى هذه الظاهرة شديدة الخطورة.

ودون الغوص في الأرقام الواردة ضمن الإحصائيات المتعلقة بهذه الآفة في بلدنا الحبيب الكويت، والتي يمكن أن نعرج على بعضها بشكل موجز ومختصر، فإن هناك حوالي 20 ألف مدمن للمخدرات في الكويت، وهو رقم كبير يستوجب التوقف ملياً عند هذه الظاهرة ومعطياتها المقلقة. ولا شك في أهمية الجهود الحكومية في هذا الصدد، وهي جهود يتوجب أن يتعاظم دورها ويترسخ أكثر فأكثر في مواجهة آفة بهذا الحد من الخطورة.

وبعيداً عن أي مزايدات فإن أجهزة السلطة العمومية ذات الصلة مطالبةٌ بأن تتعاطى مع هذه القضية على قدر حجمها، كما يجب أن يطلع المواطن الكويتي يومياً على آخر الأنشطة التي تقوم بها هذه الأجهزة حيال آفة المخدرات، مع العلم بأن كل ما نسمعه أو نراه مجرد جزء متواضع من الجهود الحقيقية المبذولة حكومياً في التصدي للظاهرة. ولذا فإننا نشدد على ضرورة تعظيم الدور الحكومي في محاربة كل ما من شأنه أن يدعم توسع هذه الآفة المدمرة؛ إن كان من خلال محاصرة تجار الموت أو كان من خلال متابعة وضبط المتعاطين والمروجين والموزعين.. إلخ. وهي بلا شك مهمة صعبة للغاية، لكنها تقع على عاتق الأجهزة الحكومية المختصة بالدرجة الأولى.

وفي هذا السياق فإن الجهود الحكومية يجب أن تتضمن الاستعانة بالخبرات الدولية وأن تعزز من التعاون مع الدول الأخرى من خلال الاتفاقيات والتفاهمات من أجل محاربة تجار الموت أينما كانوا. كما ينبغي تشديد العقوبات وتغليظها كما هو معمول به في بعض الدول التي سنت قوانين تصل العقوبة فيها إلى الإعدام بحق من يمارسون الاتجار بالمخدرات.

إن الجهود يجب أن تكون متكاتفة فيما بين المجتمع والأسرة والدولة، من حيث التوعية بأخطار تلك الآفة وتحذير الشباب من عواقبها الوخيمة. ويضاف لهذا كله ما نادى به البعض من ضرورة إجراء فحص الإدمان أو فحص تعاطي المخدرات لبعض الأنشطة والوظائف، بما في ذلك التقدم للزواج والترشح لوظيفة وخلافه.

وهي إجراءات واشتراطات من شأنها أن تساهم في الحد بشكل كبير من انتشار المخدرات. كما يمكن سن تشريعات تسمح بفحص القادمين الجدد إلى البلاد لتبيان سلامتهم من آثار التعاطي.. وهو إجراء مهم للحد من هذه الآفة ولحماية مجتمعنا منها، فهي غريبة عليه وعلى قيمه وتقاليده، ولا يمكنه أن يقبل انتشارها بين ظهرانيه على أي نحو.

*كاتب كويتي