تُواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها في دعم التعليم والمعرفة على الصعيدَين المحلّي والعربي، وتسعى بشكل بارز من خلال مبادراتها العديدة لتمكين الأجيال الواعدة وإكسابها المهارات الضرورية واللازمة لمواكبة تغيّرات المستقبل السريعة.

ولا شك أن تفاعل المجتمع العربي مع ما تقدّمه الدولة من برامج ومبادرات في مجال القراءة والمعرفة هو دليل واضح على نجاح المساعي الإماراتية، وتأثيرها في نفوس الأفراد وعقولهم. وانطلاقًا من إيمان القيادة الرشيدة في دولة الإمارات بأنّ التحوّل من اقتصادٍ قائم على النفط إلى اقتصاد قائمٍ على المعرفة أمرٌ لا غنى عنه، شهد عام 2015 إطلاق مَسيرة «تحدّي القراءة العربي» الذي ينضوي تحت مظلّة مؤسّسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وذلك بهدف تحفيز حِراك معرفي شامل في الوطن العربي، من خلال تكريس ثقافة القراءة والمطالعة، والتحصيل المعرفي، لتكون ممارسة راسخة لدى النشء والأجيال الصاعدة، ورفع مستوى الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتعزيز الثقافة العامة لديهم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلُغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التعلّم الذاتي والتفكير النقدي والإبداعي؛ لما فيه تطوير واقع اللغة العربية، واستعادة دورها في الإنتاج المعرفي، وإثراء إسهامها في الفكر والعلوم الإنسانية.

وفي هذا الإطار، تأتي مشاركةٌ، هي الأولى من نوعها، للجمهورية العربية السورية في مشروع تحدّي القراءة العربي في دورته السادسة التي أسفرت نتائجها عن تتويج الطالبة شام محمد البكور، بطلة التحدّي على مستوى وطنها من بين 61.099 طالبًا وطالبة خلال فعالية أُقيمت برعاية وزارة التربية السورية.

كما تُوّج في الدورة ذاتِها الطالب محمد علي اليماحي على مستوى دولة الإمارات من الصف (12 متقدّم) في مدرسة «حمد بن عبدالله الشرقي» في الفجيرة، وكان التفاعل حاضرًا في عدد من الدول الأخرى المُشاركة.

لقد أصبح مشروع «تحدّي القراءة» حلمًا يسعى إليه الطلبة المتميّزون من مختلف بقاع الأرض، وما من شكّ أن دولة الإمارات أحيَت بهذه المبادرة، الرامية إلى إثراء البيئة الثقافية في المدارس والجامعات، آمالَ أبناء العالم العربي، ودفعتهم إلى التسلح بالمعرفة لبناء مستقبل أفضل تنعم به الأجيال الناشئة.

ولا تزال إنجازات هذا المشروع النوعي متواصلة وستظلّ باقية بفضل إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، القائد الملهم الذي أكّد دعمه لأبناء الوطن العربي حين قال: «ستبقى القراءة والمعرفة سلاح الأجيال وسلاح الشعوب في أوقاتها الصعبة، وسأبقى داعمًا لكلّ قارئ، ولكلّ شابّ يسعى للعلم، ولكل مشروع ثقافي معرفي يمكن أن يساعدنا في استئناف الحضارة».

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.