زيارة هي الأولى من نوعها للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، بعد عامين من توليه الرئاسة. وهي زيارة تحمل الكثير في طياتها من رسائل متبادلة، سيتم طرحها على الطاولة في القمة مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق.

صاحب هذه الزيارة، الكثير من الشد والجذب، وسبقتها تصريحات حول بعض الملفات العالمية، أهمها الاستقرار في الشرق الأوسط، وإنتاج النفط، والمساهمة بخفض الأسعار، وغيرها من التصريحات للاستهلاك الإعلامي، ولكن حقيقة نأمل بنتائج ترضي دول المنطقة.

لن أكون متشائمة أو متفائلة حول نتائج القمة، وما سيتبعها من خطوات وقرارات، إلا أنه وجب التنويه حول بعض القضايا التي لن تغيب بكل تأكيد عن أجندة الاجتماعات المشتركة. أهم هذه القضايا هو ملف الاستقرار في الشرق الأوسط، وما يحتمه من وقف منح الشرعية ورفع الغطاء والدعم عن الجماعات الإرهابية، أهمها جماعة «الإخوان»، و«حزب الله»، و«الحوثيين» في اليمن، وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تزعزع الأمن والاستقرار.

ثاني هذه الملفات بكل تأكيد هو الملف الإيراني، وما يجري حالياً من محاولة للعودة إلى الاتفاق النووي السابق سيئ الصيت، وضرورة أن يكون لدول المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج كلمة في هذا الاتفاق، وأن لا يجري أي توافق لا يراعي مصلحة دول الخليج.

وبكل تأكيد فإن هناك تحديات يجب أن يتم وضعها في عين الاعتبار من ضرورة وقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ومنع دعم الجماعات الإرهابية ومنع إطلاق الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، والعمل بمبادئ حسن الجوار. أما القضية الثالثة، فهي دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، والوصول لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعزيز اتفاقيات السلام التي ستغير من شكل المنطقة نحو الأفضل.

كما يجب الوصول إلى اتفاقيات اقتصادية، تخفف من وطأة تبعات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وتحافظ على الأمن الغذائي، واستمرار التدفق الاقتصادي. ومن وجهة نظري، ستحاول الإدارة الأميركية الصغط لتخفيض أسعار النفط، ولكن يجب أن يكون ذلك وفق المصالح المتبادلة، وليس على حساب الدول المنتجة للنفط، ووفق أسعار عادلة، تحقق النماء الاقتصادي لها، ولا تضر بمصالح الدول المستوردة.

ملفات أخرى كثيرة ستكون محل نقاش منها إعادة الشرعية في اليمن، ودعم استقرار سوريا، وحل الملف الليبي، وملف استقرار العراق، وغيرها، وبكل تأكيد هناك توافق عربي حول هذه الملفات. الأهم، هو أننا نمتلك حالياً العديد من أوراق الضغط، والتي يمكن استغلالها للحصول على أكبر قدر من المكاسب، أهمها بكل تأكيد هو اتفاقيات السلام الإبراهيمية، حيث هناك توافق مع إسرائيل حول ملفات مهمة، وهناك تحديات مشتركة في الإقليم وأفق للتعاون من أجل المستقبل المشترك لصالح شعوب المنطقة.

ولذا، فإن هذه الزيارة يجب أن تخرج بنتائج جيدة للدول التسع، وأن يتبعها إجراءات مباشرة في الملفات الأهم في المنطقة، فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد من الضغوطات ولا المعوقات أمام مسيرة النماء التي ننشدها. شخصياً، سأنتظر النتائج تباعاً للوقوف على ما سينتج من القمة المشتركة، ولن أستبق الأحداث، وستكون لنا وقفة أخرى بعد هذه الزيارة.

* إعلامية وكاتبة بحرينية.