وضع الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عقب توليه زمام المسؤولية، خطوطاً عريضةً ومنهاجاً واضحاً لسياسات الدولة وريادتها في الحقبة المقبلة من التاريخ.

وقد جاء الخطاب مليئاً بالقيم والمبادئ والتوجيهات، وعامراً بالوفاء والإخلاص للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وللمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. كما اشتمل ذلك الخطاب السامي على الكثير من معاني الاعتزاز بشعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها.

وقد تضمّن الخطاب الكثيرَ من الإشارات المهمة التي تشكِّل نقاطَ قوة للإمارات وعلامةً على ما تتمتع به من تقدم وتفوق، وهي تسير بخطى واثقة إزاء المتغيرات والتطورات التي يشهدها العالَم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً.

ومن تلك النقاط امتلاك دولة الإمارات منظومةً تنمويةً متطورةً ومتكاملةً ومستدامةً، وكونها أصبحت مصدر إلهام وأمل لشعوب المنطقة والعالَم. وتشكل هذه المنظومة التنموية أهميةً كبيرةً للدولة في مسيرة تطورها المتواصلة، حيث يعد اقتصاد الإمارات حالياً ضمن أكثر الاقتصادات قوةً ونمواً.

وهذا أمر مهم للغاية في ظل عالم تقاس فيه قوة الدول بمدى قوة اقتصاداتها ومتانتها. هذا بالإضافة إلى امتلاك الدولة ثورةً متميزةً من القوى العاملة الفتية من الشباب، فضلاً عما تتمتع به من سمعة طيبة، إقليمياً وعالمياً. أما ريادة الإمارات على صعيد تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري فتشمل مساحة أنشطة تغطي جميع أنحاء المعمورة، وهذا ما يشكل أحد الأعمدة المهمة لقوة الإمارات الناعمة. ويأتي تصنيف الدولة كمصدر موثوق وداعم لأمن الطاقة العالمي، كعامل آخر من عوامل القوة المهمة.

وهذا دون أن ننسى دعم دولة الإمارات للسلام والاستقرار في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط على الخصوص، علاوة على كونها تمثل عوناً للشقيق والصديق، وداعياً مهماً ونشِطاً إلى اتباع الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها وسلامها. وقد اتضح جلياً في مضمون خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن الدولة مستمرة على نهجها الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوازنة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم، لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.

كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن «شعب دولة الإمارات محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها»، كما سيظل منهج «سعادة المواطن ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل»، كما أكد سموه في ذلك الخطاب السامي، وهو أمر له أهمية قصوى على صعيد السعادة المنشودة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة.

*كاتب كويتي