حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيه من قيادتها الرشيدة وعملٍ دؤوبٍ من حكومتها، على اعتماد مبادرات وبرامج عزّزت من خلالها انخراطَ الشباب في صناعة المستقبل، وجعْلهم شركاءَ فاعلين في تعزيز مسيرة التنمية والنمو، ومسهمين بارزين في صياغة استراتيجيات يتم فيها رصدُ التحدّيات ورسْم الحلولِ التي يمكن بها العبور نحو مستقبل مشرق وآمن ومستدام.

ويأتي تنظيم برنامج خليفة للتمكين «أقدر» للنسخة الرابعة من مبادرة «تمكين قادة المستقبل»، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيداً لمساعي الدولة النوعية في تعزيز التلاقي العالمي بين الشباب، وتبادل الحوار والمعارف والخبرات بشأن القضايا التي تهمّهم، إذ قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في تغريدة على «تويتر»: «برعاية سيدي الشيخ محمد بن زايد، تنطلق مبادرة تمكين قادة المستقبل بالتعاون مع أكاديمية ساندهيرست البريطانية العريقة لتطوير مهارات 104 مشاركين من ناشئة الإمارات وشبابها، بينهم طلاب بريطانيون من المقيمين في الدولة».

وتهدف مبادرة «تمكين قادة المستقبل»، التي ستكون في معسكر صيفي في الأكاديمية العسكرية البريطانية الملكية «ساندهيرست»، إلى الإسهام في إعداد جيل يكتسب المهارات الشخصية ومهارات القيادة، من أعرق الكليات والمعاهد العالمية، التي يشارك فيها 10 طلاب من المملكة المتحدة، ينخرطون مع نظرائهم الإماراتيين، من طلاب الكليات العسكرية والشرَطية في أبوظبي ودبي والشارقة، وكليات «زايد الثاني العسكرية» و«خليفة بن زايد الجوية» و«راشد بن سعيد البحرية»، ومجموعات إماراتية ناشئة، تمكّنهم من اكتساب معارف وممارسات تعزّز الثقة بالنفس، وترفع مستوى مهارات المنتسبين القيادية والعسكرية.

لقد خطّطت دولةُ الإمارات على الدوام لاعتماد مبادرات نموذجية، تسعى من خلالها إلى تطوير مهارات شبابها في القطاعات والمجالات كافة، لإدراكها أن مستقبل الوطن لا بدّ أن يصنعه شبابُه، الذين أثبتوا كفاءتهم وحرصهم الكبير على تعلّم كل ما هو جديد من معارف ومهارات وخبرات، ترسّخ مكانة الدولة المتقدّمة بين الأمم، وتحقّق «طموحات الخمسين» القائمة على إشراك أفراد المجتمع، وتحديداً فئة الشباب، في وضع محاور خطة «مئوية الإمارات 2071»، عبْر إتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في تصوراتهم المبتكرة للأعوام الخمسين المقبلة، وتطوير إمكانياتهم وقدراتهم، للإسهام في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، بوعي وفكر يمكّنان من التعامل مع التحدّيات وتجاوزها، ويعزّزان من قيم الولاء والانتماء والاعتماد على النفس، ويرسّخان في الوقت نفسه المهارات القيادية والشخصية لأجيال المستقبل.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.