في تدوينة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على حسابه الرسمي في «تويتر»، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية العام الفائت، أكد أن المرأة الإماراتية مساهم أساسي في الإنجازات الوطنية في مرحلة الخمسين الأولى، التي شهدت التأسيس والتمكين لدولةٍ فتية، وشريك رئيس في ما تتطلع إليه الإمارات في الخمسين التالية، التي تشهد مرحلة الانطلاق نحو آفاق رحبة من التنمية المستدامة.

والواقع إنّ المتابع لدور المرأة ومكانتها في المجتمع الإماراتي، لا يملك إلا العجب بتنامي هذا الدور وتمكينه، والدهشة للمكانة التي بلغتها في الآونة الأخيرة. ولم يكن ذلك تطوراً مفاجئاً، بل هو تتویج لمسیرة طویلة، رسم خطوطها القائد المؤسس المغفور له الشیخ زاید بن سلطان آل نهیان. وتعكس الممارسة العملية والتقارير الدولية الوضع المتميز الذي وصلت إليه بنت الإمارات.

فقد حقّقت المرأة الإماراتية مكاسب متراكمة سبقت بها الكثير من النساء في العالم، وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب في كثيرٍ من المجالات، وغدت شريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث، عن طريق مشاركتها في الحكومة والبرلمان ومجال المال والأعمال، وحضورها الفعال في ساحة العمل النسوي على المستويين الداخلي والخارجي.

فعلى صعيد الحكومة الاتحادية، تشغل المرأة الإماراتية 27.5% من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء، ما يعد من أعلى المعدلات العالمية، وتستحوذ عل 50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، ووهي نسبة غير مسبوقة في تمثيل المرأة في المؤسسات البرلمانية في العالم، فضلاً عن انتخاب إحدى العضوات، ولأول مرة، وهي الدكتورة أمل القبيسي، رئيساً للمجلس في دورته السابقة.

علاوة على ذلك، تشكل المرأة مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية في القطاع الحكومي، حيث تشغل 66% من الوظائف الحكومية، من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، و15% من الوظائف الفنية والأكاديمية، و20% من أعضاء السلك الدبلوماسي، بما فيها 7 سفيرات والمندوبة الدائمة بالأمم المتحدة.

كما تعمل المرأة في الهيئة القضائية والنيابة العامة والقضاء الشرعي، واقتحمت مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي، بل والفضاء، حيث تشارك بنسبة 34% في فريق عمل مسبار الأمل، وهي الأعلى عالمياً في معدلات المشاركة النسائية بمشاريع الفضاء.

وتشكل المرأة 52.4% من القوى العاملة في دولة الإمارات. وارتفعت نسبة إسهامها في النشاط الاقتصادي وسوق العمل بصورة مطردة، بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال بالدولة، حيث يبلغ عدد الشركات المرخصة والمملوكة من قبل نساء أكثر من 80 ألفاً شركة. وانعكست المكاسب التي حققتها المرأة الإماراتية في التقارير الدولية.

فوفقاً للتقرير العالمي عن الفجوة بين الجنسين لعام 2022، الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، تصدّرت الإمارات الدول العربية، من حيث تحقيق التكافؤ بين الجنسين محققة تقدماً كبيراً في تقليص الفجوة بين الجنسين، فقد ارتقى أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة مقارنةً بالتقرير السابق عليه. وغطّى التقرير 146 دولة حول العالم، وسجل حصول الإمارات على المركز الـ30 في مؤشر التمكين السياسي، وسبقت في ذلك دولاً متقدمة، على رأسها الولايات المتحدة وكندا والدنمارك وإيطاليا واستراليا وغيرهم.

وفي مؤشر مستوى التعليم، بلغت الإمارات المركز الـ49، متخطيةً في ذلك الولايات المتحدة وإيطاليا والنمسا وسنغافورة وغيرهم. ويشكل الإناث 70% تقریباً من خریجي الجامعات الإماراتية. كما حققت دولة الإمارات في مجال الرعاية الصحية للنساء معدلاً يفوق 96%.

ووفقاً لأحدث تقرير للتنمية البشرية، الذي يصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، تصدرت الإمارات نظيراتها العربية في دليل تطوير النوع، الذي يُقاس بمؤشرات العمر المتوقع ومجموع سنوات التعليم ومتوسطها وكذلك متوسط الدخل الفردي، محققةً معدلاً تنموياً بلغ 93%.

وفي دليل التوازن بين الجنسين، الذي يُقاس بمؤشرات نسبة وفيات الأمهات ومعدل الولادات في فترة المراهقة ونسبة التمثيل النيابي ونسبة النساء الحاصلين على جزء من التعليم الثانوي على الأقل ومعدل مشاركة المرأة في القوى العاملة، ارتقت الإمارات إلى المرتبة الـ18 على مستوى العالم من مجموع 189 دولة يغطيها التقرير، الذي يرصد عدم وجود اختلاف كبير بين معدل التنمية البشرية للذكور والإناث، بل ويتفوق الإناث على الذكور في متوسط العمر المتوقع، والعدد المتوقع لسنوات الدراسة.

وجاء انتخاب الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، المعروفة بـهيئة الأمم للمرأة، في الفترة (2013-2019) تقديراً عالياً لثقة المجتمع الدولي بالإنجازات التي حقّقتها المرأة في الدولة. ففي ساحة التنافسية العالمية، تتصدر بنت الإمارات نساء العالم في عدة مؤشرات، أهمها عدم التمييز على أساس النوع في العمل، ووجود قانون لمواجهة العنف الأسري، ومؤشر التمكين القانوني للمرأة والفرص القيادية للنساء، لتثبت أنها «الأفضل والأقوى»، كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

*خبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية