«بداية الحياة أحلام، تكبر معنا، ويكبر طموحنا بتحقيقها، ومدارسكم تصقل هذه الأحلام والمهارات ويُرسم فيها المستقبل، فأوصيكم ببذل الجهد والمثابرة، فمسيرة العلم والمعرفة مسيرة متواصلة لا تتوقف». 
هذا التوجيه الأبوي الحنون صادر من المربي الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله، حيث وجّه خطابه إلى أبنائه طلبة المدارس، بمناسبة افتتاح عامهم الدراسي، كما خاطب سلك المعلمين بقوله: «إخواني المعلّمين وأخواتي المعلّمات إن جهودكم مقدرة، ورسالتكم عظيمة، ومسؤوليتكم كبيرة في التربية والتعليم». 
كما أضاف سموه أنه «لا يمكن أن تحقق أهدافها من دون أن يقوم الأب والأم والأسرة، بدورهم ومتابعة عيالهم وتهيئة البيئة المناسبة لهم». هذه الرسائل تحمل توجيهاً من صاحب السمو رئيس الدولة، يعبر عن شعوره بالمسؤولية تجاه أبنائه جيل المستقبل، وهم الاستثمار الأول للوطن. 
توجيه قدمه رئيس الدولة، بهذه المفردات والعبارات، يحمل دلالات اجتماعية ووطنية، منبثقة من رؤية مستقبلية لما يتطلع إليه رئيس الدولة، في رؤية أبنائه بطموحاتهم المستقبلية، بما يحفزهم على أن يقوموا بمسؤولياتهم، ويصلوا إلى مراكز مرموقة في الدولة، بعلم ومهارة واقتدار. 
توجيه سموه، يحث على ضرورة المثابرة والاجتهاد ومواصلة التعلّم وتعزيز قيمة الإبداع والتميز في نفوس أبنائنا الطلبة، بقول سموه: «استثمروا أوقاتكم بأشياء تنفعكم وتنفع أهاليكم».
في هذا السياق، نستحضر سنوات خلت، كان الحديث جارياً بين أولياء الأمور والمهتمين بالتعليم والدوائر المختصة بشؤون التعليم في المدارس الحكومية والخاصة، حول المناهج والتدريس ورسوم المدارس الخاصة. كما أن وزارة التربية والتعليم، قامت بعدة تغييرات للمناهج الدراسية بحجم مسؤولياتها التعليمية الواسعة. وللإنصاف نذكر هنا، أن وزير التربية والتعليم السابق معالي الدكتور حسين إبراهيم الحمادي، بذل جهوداً مشهودة في سبيل تطوير التدريس والمناهج المدرسية.
ويتبادر إلى الذهن وجود نظرية جديدة تحاول أن تغير نمط التعليم بصورته النمطية، التي يحصل فيها الطالب على أعلى العلامات، ومن ثم يقوم بالالتحاق الجامعة، وتكملة دراساته العليا، بأن مخرجات هذا المسار ينتهي الحال ببعضها إلى البطالة.
البديل نظرية جديدة: لا تتوقف عند الاستثمار في التعليم، وترفع مستوى الاستثمار في المهارات الضرورية لسوق العمل أي فتح «مدارس المهارات» كما تعمل بها أكبر شركات العالم، مثل: «جوجل»، و«أبل» وشركات عالمية أخرى.. لا تركز على السيرة الذاتية، بل تركز على الشخصية القوية والمهارات القيادية واختيار من يملك قدرات إبداعية خاصة. مدارس المهارات سوف تركز على إدارة المال والذكاء العاطفي، وتخريج طلاب يعرفون أدوات الإتقان ويملكون مقومات التحليل وحل المشكلات وقادرين على اكتشاف ذواتهم في سن مبكرة، بينما التعليم التقليدي قائم على التلقين والحفظ وليس على نقل المهارات،  بما يتطلبه سوق العمل من معرفة التقنيات والبرمجيات وتنمية القدرات الذاتية وصنع الروح القيادية وبناء الشخصية القوية للطالب، لتمكنه في التحليل وتفكيك المشكلات وإيجاد حلول لها.
*سفير سابق