تحتفل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هذه الأيام بذكرى عزيزة جداً على الجميع، وهي ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ 92، وفي هذه المناسبة فإن الكاتب والمحلل السياسي والمراقب عن كثب لما يجري في السعودية من تطور وازدهار في كافة مناحي الحياة في المملكة يقف عنده مُتأملاً ومُفكراً في كنه هذا التغيير الحضاري الكبير، الذي لا تنعكس نتائجه المثمرة على السعوديين وحدهم بل يمتد لكافة بلادنا العربية والإسلامية خيراً وبركة.
إن الاحصائيات والأرقام حصيلة ما حدث من تقدم في السنوات الماضية، ويحدث في الوقت الراهن يؤكد أن المملكة العربية السعودية على موعد جديد مع ريادة كونية في كافة المجالات الاقتصادية وبشكل خاص في المجالات الصناعية الحديثة التي تتواكب مع عصر الذكاء الاصطناعي، لا مبالغة في ذلك لأن كل المؤشرات تدل على ذلك، خاصة إذا نظرنا إلى أن السعودية في مكانة مرموقة بين أعلى اقتصادات العالم، وبحسب تقرير التنافسية العالمي 2019 حققت السعودية المركز الأول عالمياً بالمشاركة مع دول أخرى في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي.
السعودية تمتلك ثاني أكثر الموارد الطبيعية قيمة في العالم، بقيمة إجمالية تبلغ 35 تريليون دولار، وتمتلك ثاني أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة، وهي أكبر مُصدّر للنفط في العالم، و لديها خامس أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي، وتعتبر قوة عظمى في مجال الطاقة.
ووفق توقعات صندوق النقد الدولي المعلنة أخيراً سجلت المملكة أعلى معدل نمو بين الاقتصادات المتقدمة واقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية بنسبة 7.6 في المائة لأداء الناتج المحلي الإجمالي المرشح في 2022، لتتوافق بذلك مع تقديرات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي المعلنة في مارس الماضي، والتي تؤكد أن المملكة ستكون الأسرع نمواً في العالم بفضل ما تمتلكه من مُمكنات قوية.
إن توافق تقديرات سمو الأمير محمد بن سلمان حول ما تحققه بلاده من نمو متسارع يجعلنا ننظر في الأفق ما تحدثه القرارات التي تستهدف تحقيق القفزات الكبيرة في المستقبل المشرق، ومن بينها المشاريع الضخمة التي بمجرد إعلان السعودية عنها خففت حدة الركود في الكثير من بلاد العالم المهتمة بالاستثمار الخارجي، إذن نحن أمام تغير استراتيجي كبير في الساحة العالمية، فإن دخول المملكة في قائمة الدول المؤثرة في القرار العالمي قد بات وشيكاً جداً.
ونحن كخليجيين نعتز غاية الاعتزاز بمكانة السعودية، ودورها الريادي في المجتمع الدولي، فهي ليست ريادة اقتصادية فحسب بل ريادة في كونها قبلة الإسلام والمسلمين ويرتبط بها ملياري ونصف المليار نسمة منتشرين حول العالم، السعودية ريادة في العمل الإنساني الذي لا يقتصر على جغرافية معينة بل لكل محتاج في بلاد العالم، السعودية ريادة في جمع الناس على الخير والمحبة ونصرة الضُعفاء والمظلومين.
تستحق المملكة العربية السعودية هذه المكانة الرفيعة العظيمة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى، التي ستمكنها من لعب أدوار مؤثرة في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي وزيادة مشاركتها في اتخاذ القرارات الدولية المؤثرة.
كل عام والسعودية وكل بلادنا الخليجية بخير.