أبت دولةُ الإمارات العربية المتحدة، في سياق سعيها الدؤوب لتحقيق رؤيتها المستقبلية على أكثر من صعيد، إلاّ أن تكون وفيةً لرؤيتها الطموحة والشاملة.. ومن أحدث التجليات الكاشفة لذلك الوفاء الفعال منجزاتُها في القطاع السياحي.

فقد حققت الإمارات إنجازاً ناجحاً آخر غير مسبوق على هذا الصعيد، إذ استكملت خلال الفترة الماضية، وصولاً إلى العام الجاري (2022)، تألقَها في المجال السياحي، حيث تصدّرت أفضلَ المراكز الدولية في العالم وحجزت لها موقعاً بالغ الأهمية في هذا المجال، محققةً أفضلَ النتائج والأرقام، بفضل أدائها الاستثنائي وما حققته من نقلة نوعية كبيرة في أهم المؤشرات والأرقام.

فقد حققت إيرادات قطاع السياحة الإماراتي أرقاماً هائلة بلغت أكثر من خمسة مليارات دولار، الأمر الذي أثبت كفاءةَ خطط السياسة السياحية الإماراتية وفعاليةَ رؤاها، كما أثبت نجاح ونجاعة قراراتها ذات الصلة بالقطاع السياحي.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن نظرةً إلى بعض النتائج الإيجابية لتلك القرارات والرؤى توضح كيف أن فنادق إمارة أبوظبي استقبلت ما يقارب مليوني نزيل في النصف الأول من عام 2022، وفق نسبة نمو بلغت 22% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وهو الأمر الذي يشير إلى نجاح هائل في هذا الصدد. والسيناريو ذاتُه ينطبق على باقي إمارات الدولة وفي مقدمتها إمارة دبي. وقد ساهمت نجاحات القطاع السياحي الإماراتي، بشكل أساسي ومهم، في تقديم دَفعة معنوية ومادية هائلة وفي تسجيل أفضل الأرقام على صعيد الاقتصاد الوطني للدولة.

وتضاف لذلك كله سلسلةُ القوانين والإجراءات البنّاءة على صعيد تقديم المزيد من التسهيلات لصالح القادمين إلى دولة الإمارات، في إطار التغييرات الجديدة في قوانين وإجراءات التأشيرة والإقامة والاستضافة داخل الدولة.

هذا فضلاً عن مواصلة الدولة التوسعَ في افتتاح العديد من المرافق والمواقع السياحية وتعزيزها من خلال المؤتمرات واللقاءات، لاسيما في مجال السياحة العلاجية. ومما يتوج تلك المكاسب كلّها حالة الأمن والأمان والطمأنينة التي تنعم بها الدولة، والتي توفر المزيد من أسباب النجاح السياحي.

وبعد أن اعتقد البعض في الماضي أن منطقة الخليج لا تتوفر على المَرافق السياحية أو مناطق الجذب السياحي المطلوبة، جاء النجاح السياحي الإماراتي الهائل والمبهر، رغم الصعاب الإقليمية والعالمية، ليكْسر تلك النظرة، وليحلّق بالإمارات في آفاق سياحية بعيدة المدى.

*كاتب كويتي