أينما حلَّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يحل معه السلام والوفاق والتفاهم، وهذا ما يعزز الآمال في ثمار الزيارة المهمة التي أداها سموه إلى روسيا الثلاثاء الماضي، ضمن مسعى جدي للعمل على إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ولتحقيق السلام بين الجانبين لصالح إرساء أجواء الاستقرار والوفاق في العالم أجمع.

وكان لقاء القمة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والرئيس الروسي فلادمير بوتين، في سانت بطرسبورغ، لقاءً هاماً ومثمراً، وقد تطلعت إليه أنظارُ العالَم وشعوبه قاطبةً المتشوقة إلى تحقيق السلام وإنهاء الحرب، وعلى رأسها شعوب الدول المتضررة مباشرةً من الأزمة الأوكرانية الحالية، والتي يحذِّر الخبراءُ العسكريون والمحللون السياسيين من إمكانية تحولها، لا سمح الله، إلى بداية شرارة حرب عالمية ثالثة ستمثل خطراً جدياً وجسيماً على الأمن والسلم الدوليين، لا سيما حين تخرج عن السيطرة ويلجأ أحد أطرافها إلى استخدام السلام النووي، إذ يتوفر هذه السلاح لدى العديد من دول حلف «الناتو» الداعمة لأوكرانيا، كما يتوفر لدى روسيا نفسها أيضاً.

لكننا نتوقع جازمين أن تكون زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بادرةَ خير وصلح ومدخلاً لحل الأزمة الأوكرانية، وهو ما يكرس الأبعاد الدبلوماسية والسياسية والإنسانية المهمة في جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واتصالاتها الدولية، كما يحقق إضافةً مهمة لرصيدها في هذا المجال، ويؤكد مرةً أخرى مساعيها الدائمة والصادقة لإرساء السلام والاستقرار في العالَم كله، ويُظهر قوةَ إيمانها الراسخ بأن شعوب الإنسانية على اختلافها تستحق العيش بأمن وأمان وكرامة ورفاه. وما من شك في أن جهود الشيخ محمد بن زايد ستساهم في التقريب بين وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية وفي إطفاء نيران الصراع هناك، سعياً لتخفيف معاناة الناس جراء ويلات الحرب.

وقد سبق أن كانت لسموه جهودٌ ونجاحاتٌ سياسية مشرِّفة في إطفاء العديد من بؤر النزاع والصراع في أنحاء العالم، مُخفِّفاً بذلك معاناة الضحايا ومنهياً حالةَ الاحتراب وسفك الدماء. وتؤكد الرؤية الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بزوغ مرحلة جديدة من عمر دولة الإمارات العربية المتحدة، تتضاعف فيها إسهاماتُ الدولة وجهودُها من أجل السلم والأمن العالميين ولصالح البشرية قاطبةً. ومن واقع تقديرنا كمراقبين للشؤون الإقليمية والدولية، فإن مساعي الشيخ محمد بن زايد ستحقق النجاحَ المطلوبَ في تجنيب العالَم مزيداً من ويلات الصراع والحرب، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادته الرشيدة ماضيةٌ في نجاحاتها الداخلية والخارجية دون توقف وبلا تردد.

*كاتب كويتي