الكل يعلَم الدورَ السياسي الأساسي لدولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد بذل الجهود السياسية البنّاءة والفعالة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في أي بقعة من بقاع العالم، ومتابعتها تلك الجهود وصولاً إلى رأب الصدع والتوفيق التام بين أطراف الخلافات. ولطالما أشاد القاصي والداني بجهود الإمارات، والتي ما فتئت تخفف من فواتير الصراعات ومعاناة الشعوب.

إن الدور السياسي لدولة الإمارات أصبح اليوم مطلوباً وبشدة في أي بقعة من العالَم يمكن أن تنشأ فيها مشاكل أوخلافات سياسية تنذر بأخطار قد تنشأ إذا استمرت الشقاقات دون جهود مخلصة للصلح واستعادة الوئام. والأمثلة على الدور الإماراتي في العالم كثيرةٌ ومتعددةٌ، وقد برزت في العديد من المواقف والأزمات السابقة، ومن أهم نتائجها تلك المكاسب التي تجنيها الشعوب وتستفيد منها الدول المعنية والعالم ككل.

ولا أحد يستطيع إنكار المكاسب التي تحققت بفضل ذلك الدور السياسي الاستراتيجي الهام والمميز، والذي أصبح حضوره مطلوباً بشدة في كثير من الأحيان، من أجل ضمان إنجاح أي مساعي تصالُح دبلوماسية، بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها دولة الإمارات طوال السنوات الماضية في هذا المجال.

ولعلنا هنا نذكر واحداً من أهم الأسباب التي هيَّأت لدولة الإمارات شروط النجاح وظروفه في الأدوار التصالحية التي لعبتها، ألا وهو الصدق الذي ميز جميع جهودها ومساعيها في هذا المجال، بالإضافة إلى ما تملكه من رؤية بعيدة المدى مبنية على الشعور بالمسؤولية والحرص على كل ما من شأنه إسعاد الشعوب وضمان حصولها على حقوق العيش في ظروف إنسانية آمنة وكريمة.

والإمارات تفعل ذلك بالاستناد، قبل كل شيء، إلى شعورها الإنساني النبيل بأحقية الشعوب في التمتع بجميع مقومات الحياة الاجتماعية اللائقة.

ومما هو جدير بالذكر هنا أن العديد من الشعوب التي تشيد بجهود وأدوار الدولة، وتذكرها بامتنان كبير وصادق، كان للدبلوماسية الإماراتية الفضل الكبير في ما تنعم به تلك الشعوب من ثمار السلام والاستقرار حالياً. نتمنى أن تستمر الجهود الطيبة لدولة الإمارات، لما فيه مصلحة الشعوب والدول ويخدم السلام العالمي، ونقول إن كل تلك الجهود، الإنسانية والسياسية، هي نتاج لفلسفة مؤسس الدولة وباني اتحادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي على خطاه سار قادةُ الدولة من بعده، حاملين الراية بكل أمانة وإخلاص.

*كاتب كويتي