ما زلنا نتحدث عن «منتدى الاتحاد» الـ17 الناجح والذي تناول في هذه السنة موضوعَ اقتصاد المعرفة. وقد أشرت في تدخلي أنه إذا كان اقتصاد المعرفة، قائماً بالأساس على المعرفة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، فإن هذا النوع من الاقتصاد يعتمد على توافر تكنولوجيا المعلومات والاتصال والبنى التحتية الرقمية واستخدام الابتكار والرقمنة، وقيام مجتمع منفتح ومتسامح وحوكمة قوية.. إلى غير ذلك.
وإذا أردنا أن نبسط القول في مجال التربية، فإن ذلك يتم كما تقوم به دولة الإمارات عن طريق الاستثمار الأمثل في عدة عوامل هي أساس نجاح كل منظومة تعليمية: التسامح، الطفولة المبكرة، التعليم بالألعاب، التعلم الحياتي المستمر (غرس ثقافة التعلم واكتساب المهارات المعرفية والحياتية في الأعمار السنّية والمراحل الدراسية المختلفة من خلال إلزامية التعليم)، موازنة التعليم (تخصيص حصة كبيرة من الميزانيات العامة لقطاع التعليم سنوياً، وذلك من أجل توفير خدمات تعليمية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المواطنين وتعزز مسيرة الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة)، استشراف المستقبل (من خلال طرح التصورات المستقبلية عن واقع التعليم وأهمية تطويره والجوانب التي يتطلبها ليكون قادراً على التنافسية وتوفير مخرجات تعليمية بجودة عالية بما يسهم في استدامة التعليم)، ومهارات المستقبل (بناء نظام تعليمي يرتكز على ترسيخ مهارات القرن الـ21 من خلال المنهج الدراسي والأنشطة التفاعلية والرحلات الاستكشافية العلمية بجانب تعزيز الابتكار في المدرسة، كما تجب ملاءمة المناهج الدراسية وفقاً لمتطلبات أسواق العمل)، السعادة، الابتكار، الشباب، أصحاب الهمم في النظام التعليمي، التوازن بين الجنسين، التحول الرقمي في التعليم (والدي يهدف لخلق بيئة تعليمية جديدة في المدارس تضم صفوفاً ذكية، وتزويد جميع مدارس الدولة بشبكات الجيل الرابع فائقة السرعة).
وتمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى حثيثة لإنجاح كل هذه المنظومة واستكمال ما بدأته من عملية تطوير وتغيير جذرية وشاملة في أطر ومسارات التعليم وفق فلسفة تربوية حديثة.
وعلى صعيد البنية التحتية، تتطلع الأجندة الوطنية لجعل الإمارات الدولة الأولى عالمياً في جودة البنية التحتية، من طريق ومطارات وموانئ وكهرباء واتصالات.. لتصبح في مقدمة الدول في الخدمات الذكية.
كما تتصدر دولة الإمارات عربياً في مؤشر الابتكار العالمي. ويعتبر الابتكار عنصراً من المحاور الوطنية لرؤية الإمارات التي تندرج تحت عنوان متحدون في المعرفة، والذي ينشد تحقيق اقتصاد معرفي ومتنوع ومرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة، وتعززه أفضل الخبرات بما يضمن الازدهار بعيد المدى لدولة الإمارات وشعبها.
ووفقاً لمؤشر الابتكار العالمي 2021 فقد تقدّمت دولة الإمارات إلى المركز 33 عالمياً، متقدمةً بذلك مرتبةً على التصنيف العام للمؤشر في عام 2020، وقد حافظت على المركز الأول على مستوى الدول العربية وذلك للعام السادس على التوالي.

*أكاديمي مغربي