إذا ذكرنا اجتماع مجموعة العشرين الذي عُقد خلال الأيام الماضية في بالي بإندونيسيا، فإنه لابد لنا من أن نذكّر بالحضور القوي والمميز لدولة الإمارات العربية المتحدة ودورها في بلورة عدة أطروحات ومواقف خلال اجتماعات مجموعة العشرين، حتى وإن لم تكن عضواً رسمياً في المجموعة.

ووفقاً لتقديرات الخبراء الاقتصاديين فإن دولة الإمارات ليست بعيدة مما حققته دول مجموعة العشرين، إذ هي من جهة تفوقت في الكثير من النشاطات التي تميز دول مجموعة العشرين، ومن جهة أخرى فهي تحرص بشكل عملي واضح على دفع الجهود الدولية ضمن مجموعة العشرين من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالَم بما يحقق الاستقرار والازدهار للعالم، وذلك انطلاقاً من إيمانها بدور التجارة الدولية كمحفز رئيس للنمو العالمي الشامل، وكعامل مهم للمساهمة في تخطي التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي حالياً.

وتعي دولة الإمارات تمام الوعي أهمية دور مجموعة العشرين التي تسعى لتحقيق أفضل درجات التعاون والتنسيق فيما بين أطراف المجتمع الدولي بأكمله، وذلك إيماناً من الإمارات بما يحققه التعاون الدولي لتحفيز التدفق الاقتصادي بين الدول كافة، وسعياً منها لتقديم المساندة والدعم للاقتصاد العالمي بشكل عام، بغية إنشاء بنية اقتصادية عالمية أكثر متانةً واستدامة، بما يحقق المصلحة والمنفعة العامة للعالم ككل، ويبين ضرورةَ التعاون الجماعي كأساس مهم لا غنى عنه لنجاح أي جهد اقتصادي في العالم.

وتهدف الإسهامات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إنجاح أي مسعى اقتصادي عالمي يحقق الاستدامة في الرؤية والتوازن في الطرح، بغية ترشيد العمل الاقتصادي بشكل عام، ضمن منظومة موحدة تتوخى تحقيق الرخاء الاقتصادي وتمكين الإنسان من التنعم بمخرجات العمل الاقتصادي نفسه وفق صيغة عقلانية ومتكاملة.

ولا يمكن التحدث عن التوجه الاقتصادي العالمي في وقتنا الحالي دون التطرق إلى ذكر رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وخططها المستقبلية، مما يسمح بالقول دون تردد بأن الإمارات تسير في المسار الاقتصادي الصحيح، وهو ما يتجلى بشكل واضح لا لبس فيه من خلال وثيقة مبادئ الخمسين على سبيل المثال لا الحصر، والتي تطرح الخطط العامة للدولة خلال خمسين عاماً القادمة. فبعد إنجازات خمسين عاماً الأولى، والتي وصلت بها الدولة إلى أفضل المراكز والمواقع العالمية على أكثر من صعيد، نجد أنها تدخل الخمسين عاماً الجديدة وفق خطى ثابتة سوف تحقق المزيد من النجاح والتميز بإن الله تعالى وتوفيقه.

*كاتب كويتي