يُولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -حفظه الله- الابتكار والإبداع في الجامعات الإماراتية اهتماماً كبيراً، لإيمان سموه الكبير بأن الإبداع محور أساسي تستند إليه الدولة في ظل عصر العولمة والتطور العالمي المتسارع. ويُعَدُّ الابتكار من أهم المحاور الوطنية لرؤية الإمارات 2021 التي تندرج تحت عنوان «متحدون في المعرفة»، ويهدف إلى تحقيق أعلى مستوى علمي ومعرفي تقوده قُوى إماراتية جامعيّة مؤهّلة وماهرة لا تزال على مقاعد الدراسة، وتدعمه أفضل الكفاءات، ما يكفل تحقيق مزيد من الازدهار والريادة لدولة الإمارات في الأمَد البعيد. والإبداع هو مزيج من القدرات والاستعدادات التي إن وُجِدت يمكن أن ترقى بالعمليات العقليَّة، لتؤدي إلى نتائج أصيلة وفريدة من شأنها خدمة المجتمع الإماراتي.
وتحتلُّ دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الـ31 عالميّاً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، متقدِّمة بذلك مرتبتَين إضافيتَين مقارنةً بالعام السابق، وذلك بفضل احتضان الدولة طلبةَ الجامعات المبدعين، ورفدهم بأحدث التقنيات التي تُسهم في إطلاق طاقاتهم الإبداعية الكامنة، وقد جاء هذا الاهتمام تجسيداً لرغبة دولة الإمارات في جعل الإبداع والابتكار جزءاً رئيسيّاً من منظومة عمل الجامعات الإماراتية التي تسعى إلى توفير البيئة والمُمكّنات المناسبة التي تساعد الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين على الإبداع والابتكار.
وتأكيداً لهذا المسعى، أطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة الدورة الثامنة من جائزة الرئيس الأعلى للابتكار للعام الأكاديمي 2022/2023، تزامناً مع رؤى المستقبل التي تطمح إلى جعل دولة الإمارات الأولى عالميّاً في الإبداع والابتكار، عن طريق استثمار طاقات الجيل الصاعد من مختلف الجامعات، بصفته نقطة انطلاق، ومن ثَمَّ تحويل هذا المفهوم إلى نمط حياة دائم، وتوسعته على نطاق أكبر، وعلى نحو يدعم الوسائل التقنيَّة لاستثمار الطاقات البشرية الإماراتية، ويعزز مسيرة دولة الإمارات نحو اقتصاد معرفي عالي الإنتاجية ومستدام، ويزيد قدراتها على المستويَين المحلي والعالمي. وفي هذا السياق، قال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد: «إن النتائج الريادية التي حققتها دولة الإمارات في مؤشر الابتكار العالمي تأتي ترجمةً للرؤية الاستشرافية التي تبنَّتها الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة، كما تعكس تضافر الجهود الوطنية، وتكاملها على المستويَين الاتحادي والمحلي، والتواصل المستمر بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي». 
وأظهرت نتائج دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أن 47 في المئة من الوظائف الحالية في جميع المجالات الرئيسية ستكون عُرضةً للتلاشي بسبب التطور التكنولوجي، إذ ستحل الأجهزة محل البشر، ومن هذا المنطلق ترى دولة الإمارات أهمية احتضان الابتكار والإبداع لإعداد الأجيال لأي تغيُّرات مقبِلة، وهذا ما عبّرت عنه الجامعات الإماراتية في خططها وتوجهاتها وأنشطتها الأكاديمية.