في ظل الاحتفال بعيد الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مناسبة عزيزة جداً على قلوب الإماراتيين، ومعهم أشقاؤهم الخليجيون والعرب، تدخل الدولةُ عامَها الثاني من خمسينيتها الثانية وهي تراكم المزيد من الإنجازات الرائعة التي تواكب مسيرة الاتحاد منذ قيامه.

وفي هذه المناسبة العزيزة، يستشعر الإماراتيون مجدداً حجم التضحيات التي قدَّمها المؤسسون العظام، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذين بنوا دولة الاتحاد وأقاموا دعائمها على أساس قوي وصلب ومتين.

إنها قصة من قصص التاريخ المجيد، قصة بناء بدأت من الصفر تقريباً، لكنها تسلحت بالعزيمة وبإرادة التحدي والإصرار على قهر العقبات والعراقيل. لقد قرر قادة اتحاد الإمارات إنجاز تجربة وحدوية ناجحة، فقدّموا للعالم صورةً رائعة لمعنى «الاتحاد قوة»، إذ شكّل الاتحاد بالفعل قوةً لإماراته السبع، فوصلت من خلاله إلى أفضل المراكز في التنمية والنهضة والازدهار، في جميع المجالات، محققةً بذلك ما يشبه المعجزات في زمن وجيز ووسط بيئة إقليمية غير مواتية كثيراً.

لقد استطاعت الإمارات أن تصبح جزءاً أساسياً من المعادلة الإقليمية والدولية، وتمكنت من أن تحجز لنفسها موقعاً مهماً على الخريطة العالمية في شتى مناحي الحياة، بل تفوَّقت كي تصل إلى أعلى المستويات على صعيد توفير العيش الكريم والرفاهية المنشودة للشعب، متوجةً نجاحاتها على هذه الصعد في تخصيص وزارةٍ للسعادة، دلالةً على اهتمامها الجاد بإسعاد مواطنيها وإسعاد كل مَن يقيم على أرضها، حتى أصبحت الدولةُ مقصداً للطامحين إلى العيش الكريم وتحقيق المستقبل الزاهر.

وقد أعدت دولة الإمارات لهذه لمناسبة العزيزة، أي عيد الاتحاد الـ 51، العديدَ من الفعاليات المبهِجة لأبنائها، حيث جرت العادة كل عام أن يتشارك الجميعُ قيمةَ المناسبة مستشعرين أجواء السعادة والفرح والحبور، خاصة أن الكل يتذكر في هذا اليوم حجم الجهد الذي بذله الآباء المؤسسون لكي يوصلوا الدولةَ عبر قيادتهم سفينتَها الميمونة إلى بر الأمان والوحدة والتقدم والازدهار، وليستكمل المسيرةَ مِن بعدهم الأبناءُ البررة الميامين على النهج ذاته والطريق نفسه، محققين المزيد من التنمية والنهوض والازدهار في جميع مناحي الحياة. فهنيئاً لدولة الإمارات بعيد الاتحاد، وهي تبدأ عاماً جديداً في خمسينيتها الثانية، محققةً أعظم الإنجازات وأهم المكاسب، دائماً وأبداً.

*كاتب كويتي