جاءت إدانة وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، بأشد العبارات لجريمة استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية، مدرسة السلام بقرية الدير في مديرية حيران محافظة حجة، أثناء فترة الدراسة الصباحية، باستخدام طائرة مسيرة - والذي أدى إلى مقتل الطفل يوسف عبده شوعي بيشي (11 عاماً) وإصابة 3 أطفال آخرين بجروح خطيرة لتؤكد عدم جدية هذه الميليشيا الإرهابية تجاه كل المساعي لتهدئة الأوضاع وتحاشي سفك دماء الأبرياء، خاصة الأطفال..فعندما يقوم «الحوثي» باستهداف المدارس وقتل الأطفال لا يمكن القبول بعدم تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم والانتهاكات في حق اليمنيين الأبرياء، ولا يمكن أن يصمت المجتمع الدولي في وجه من سفك دماء الطفل يوسف عبده ودماء الآلاف من الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لجرائم «الحوثي».

وجاء تصريح معمر الإرياني بأن استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية للمدرسة التي لا تقع في منطقة مواجهات عسكرية، والذي كان يمكن أن يؤدي لسقوط مئات الضحايا من الأطفال الأبرياء بين قتيل وجريح، ليؤكد من جديد استخفاف «الحوثي» بدعوات وجهود التهدئة وإحلال السلام، ومضيها في نهج التصعيد دون اكتراث بمعاناة اليمنيين ودمائهم وأرواحهم. فمنذ متى أصبحت المدارس ساحة حرب وقتل الأطفال أصبح مقبولاً لدى المجتمع الدولي؟

ولا يمكن أن تستمر جرائم «الحوثي» مقابل صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان، ينبغي تأكيد إدانة هذه الجريمة النكراء، والتي تعتبر بالتعريف الدولي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وعلى هذه المنظمات الدولية، ليس فقط إصدار بيان استنكار، بل ملاحقة ومحاسبة ومحاكمة من يقف خلفها من قيادات وعناصر المليشيا «الحوثية»، وإعادة إدراجها في قوائم «الإرهاب الدولية».

فمن دون إدراج «الحوثي» في قائمة الإرهاب الدولية، ستستمر جرائمهم واستهدافهم للشعب اليمني، بالإضافة إلى استهداف أمن واستقرار الدول المجاورة، فـ«الحوثي» يستمر وبكل تعجرف ولا مبالاة للمجتمع الدولي في نهجه المتطرف والإرهابي تجاه دول جارة وبدعم من الحرس الثوري الإيراني ودول وميليشات إرهابية أخرى تبنت أجندات خاصة بها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض النظر عن جرائم إنسانية بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية واستهداف وقصف الأماكن السكنية والمساجد والمدارس بصورة وحشية. ولا يمكن سفك دماء الآلاف من الأبرياء لتحقيق حلم الهيمنة «الحوثية» على المنطقة، ولا يمكن القبول بمجرد بيان باستنكار أو إدانة جرائم «الحوثي»، فالبيانات والإدانات لا تقوم بوقف جرائم ميليشيا إرهابية انتهكت حرمة المساجد، وقتلت يمنيين عُزّل في بيوتهم.

وقد آن الأوان لاتخاذ إجراءات حازمة تجاه كل من تسول له نفسه قتل الأبرياء والتدخل في شوؤن دول أخرى واستهداف تلك الدول من خلال طائرات مسيرة يحصل عليها «الحوثي» عن طريق أذرعه العسكرية في المنطقة..والتصعيد الدولي تجاه «الحوثي» سيكون أيضاً بمثابة إرسال رسالة واضحة للميليشيات الإرهابية في كل مكان وتصنيفهم كجماعة إرهابية رسالة إلى كل من يدعمهم بالأموال والأسلحة.

* إعلامية وكاتبة بحرينية.