يحث الرئيس إيمانويل ماكرون الشركات الفرنسية على القيام بدور نشط في جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا بعد أن تعهد المانحون الدوليون الذين دعاهم للاجتماع بتقديم مليار يورو (1.1 مليار دولار) كمساعدات طارئة لمساعدة الأوكرانيين خلال فصل الشتاء.
ماكرون كان قد صرح من باريس، قبل بدء الحرب في فبراير الماضي، قائلاً: «لقد كانت فرنسا بالفعل شريكا اقتصاديا لأوكرانيا. والحرب لن تضع ذلك موضع شك - بل على العكس تماما». الرئيس الفرنسي قد استضاف مؤتمرين لدعم أوكرانيا فيما كثفت روسيا ضرباتها على البنية التحتية المدنية. وتأتي هذه الدفعة بعد أن أزعج ماكرون الحلفاء بالتعليقات الأخيرة حول ضرورة عدم إذلال روسيا وتزويد موسكو بضمانات أمنية.
ماكرون أشار إلى أن نحو 700 شركة فرنسية حضرت المؤتمر الاقتصادي، بما في ذلك وحدة توزيع الكهرباء التابعة لشركة «الكتريسيتي دي فرانس»، والبنكين الفرنسيين «سوسيتيه جنرال» و«كريديه أجريكول» وشركتي المرافق الأوكرانية «يوكرينيجرو» و«نافتوجاز».
وقد أعلن ماكرون عن اتفاقية مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير لتوفير ضمانات تسمح بالإفراج عن 200 مليون يورو من السيولة لشركة الطاقة الأوكرانية «نافتوجاز» ولمساعدة شبكة السكك الحديدية. كما تقدم فرنسا أيضا قرضا بقيمة 37.6 مليون يورو لأوكرانيا لشراء مواد السكك الحديدية التي بنتها شركة Saarstahl الألمانية في فرنسا، بالإضافة إلى اتفاقيات مع شركات خاصة أخرى لتوفير الجسور والحبوب بضمانات مدعومة من الدولة بقيمة 100 مليون يورو. هذا إلى جانب التعاون الرقمي.
ومن جانبه، قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير: «ردنا على التدمير هو إعادة إعمار أوروبا وإعادة إعمار فرنسا».
حتى الآن، قدمت فرنسا ضمانات التصدير بقيمة 1.2 مليار يورو، بالإضافة إلى 400 مليون يورو في شكل قروض مدعومة من الدولة للشركات الفرنسية المشاركة في إعادة الإعمار. ووفقا لغرفة التجارة الفرنسية، فإن فرنسا هي سادس مستثمر أجنبي وأول صاحب عمل أجنبي في أوكرانيا يوفر 50000 وظيفة. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضر المؤتمرات عن بعد، وقال إن بلاده بحاجة إلى 800 مليون يورو من المساعدات من الاتحاد الأوروبي لقطاع الطاقة و1.5 مليار يورو لإصلاح شبكة الطاقة، حيث لا يزال ما يقرب من 12 مليون أوكراني من دون كهرباء في درجات الحرارة المنخفضة.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر منفصل حول أوكرانيا استضافه ماكرون، تعهد المانحون الدوليون بتقديم ما مجموعه مليار يورو للمساعدة الطارئة، والبنية التحتية للطاقة والصحة والغذاء والماء، حسبما قال الرئيس الفرنسي. وأوضح المسؤولون الفرنسيون أن الأولوية هي التأكد من عدم انهيار البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والمياه.
وتعهد ماكرون وحده بتقديم 76.5 مليون يورو إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل المجموع إلى 200 مليون يورو، بما في ذلك المولدات والمحولات الكهربائية عالية الطاقة. وقال إن فرنسا أنفقت 151.5 مليون يورو على دعم أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شهر فبراير الماضي. لكن الفاتورة النهائية ستكون أكبر بكثير. فمن المحتمل أن ينكمش الاقتصاد الأوكراني بنحو الثلث هذا العام، بينما تشكل الضربات الروسية الأخيرة ضد البنية التحتية للطاقة في البلاد مزيدا من المخاطر. تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن الناتج المحلي الإجمالي قد ينخفض بنسبة تصل إلى 5% العام المقبل.
كما أعلنت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، عن قيام الاتحاد الأوروبي بتسليم شحنة جديدة تض 800 مولد طاقة ومصابيح كهربائية موفرة للطاقة. في اليوم السابق، توصل الاتحاد إلى اتفاق مبدئي لإلغاء «الفيتو» المجري على حزمة دعم بقيمة 18 مليار يورو لأوكرانيا بعد أن حصلت بودابست على تخفيض في عقوبات كان الاتحاد الأوروبي قد فرضها بسبب الكسب غير المشروع.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنينج آند سينديكيشن»