حقق الكونجرس الـ117 شيئاً لم يتمكن أيٌ من أسلافه الـ116 من القيام به على نحو فعّال أو سريع؛ إذ خفض نسبة فقر الأطفال إلى النصف. وعلى وجه التحديد، ولمدة ستة أشهر في عام 2021، تم انتشال 2.9 مليون طفل من براثن الفقر، وذلك من خلال توسيع الائتمان الضريبي للأطفال مؤقتاً.
ومع بقاء أقل من أسبوعين في فترة ولايتهم، يبدو أن المشرعين الأميركيين مستعدين للتخلي عن هذا التقدم الذي حققوه بشكل دائم.
وحقق الائتمان الضريبي للأطفال نجاحاً بسيطاً: فقد كان سخياً وقابلا للاسترداد بالكامل، مما يعني أن كل أسرة يمكن أن تحصل عليه، سواء أكان الأبوان يعملان أم لا يعملان. وستكون الآثار بعيدة لهذا مهمة وبعيدة المدى؛ ذلك أن الفقر يقوض تعليمَ الأطفال وصحتَهم ومكاسبَهم مدى الحياة، وهي خسارة فادحة تقطع ما يصل إلى 5% من الناتج الاقتصادي الأميركي، وهذا هو السبب في أن الحساب على أي شبكات تخفيض يكون إيجابياً، حتى في ظل الافتراضات المحافظة.
وللأسف فإن ميزات الائتمان عجّلت أيضاً بالانهيار، حيث رأى النقاد أنه مكلف للغاية، وشعروا بالقلق من أنه سيشجع الناس على العمل بشكل أقل. والواقع أن الاقتصاديين منقسمون حول ما إذا كان الآباء سيقلصون عملَهم أو يوقفونه، حيث يقول البعض إن التأثير سيكون تافهاً. ومع ذلك، حتى الإمكانية النظرية لتمكين الكسل عن العمل كانت كافية لجعل التمديد الدائم فكرةً غير جيدة تماماً.
وبالنسبة للعديد من الآباء، وخاصة الأمهات، فإن قلق السياسيين المزعوم بشأن العمل يبدو أجوفا. لم يقدم الكونجرس أياً من أشكال الدعم للعمل، مثل الإجازة الأسرية مدفوعة الأجر ورعاية الأطفال المدعومة والإجازات المرضية والحق في العمل بدوام جزئي.. كما تفعل الدول المتقدمة الأخرى. ويمكن لهذه السياسات أن تزيد عدد النساء العاملات بعدة ملايين. وبدلا من ذلك، تتمتع الولايات المتحدة بواحد من أدنى معدلات مشاركة النساء في القوى العاملة بين البلدان المماثلة، حيث تتراجع النسبة فيها بينما تتقدم في دول أخرى.
إن فكرة أن الائتمان الضريبي للأطفال يمكن أن يثبط العمل هي أكثر من كونها إدانة لسوق العمل الأميركية، بأجورها المنخفضة ونقص الفرص فيها، أكثر من كونها دليلا على الكسل. وإذا كان مبلغ 400 دولار إضافي في الشهر كافياً لجعل شخص ما يستقيل من عمله، فهذا يعني أن الوظيفة سيئة وليس العائد المادي.
دعونا نواجه الأمر: الولايات المتحدة قادرة تماما على الحد من فقر الأطفال، لكنها تفضل عدم القيام بذلك. يحب الأميركيون الاعتقاد بأنهم يعيشون في مجتمع ذي إمكانات لا نهاية لها، حيث يمكن لأي شخص لديه ما يكفي من المثابرة والعزيمة أن ينهض بنفسه. ومع ذلك، فإن ممثليهم المنتخبين غير مستعدين لإزالة واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون الازدهار، تلك التي تؤثر على الأشخاص في مرحلة شديدة الضعف في الحياة، عندما لا يكون لهم رأي في الأمر.
لن يحل الائتمان الضريبي الموسَّع للأطفال كل المشكلات، لكن القضاء عليه تصرف خاطئ اقتصادياً، وسيحرم ثلاثة ملايين طفل من تعظيم فرصهم لتحقيق «الحلم الأميركي». لم يفشل هذا الحلم، لكن صانعي السياسة ببساطة يفتقرون إلى الإرادة لإنجاحه.

كاثرين آن إدواردز
خبيرة في الاقتصاد العمالي ومستشارة مستقلة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»