يقف البشر والأمم على أبواب العام الجديد حاملين تطلعات وتمنيات وطموحاتٍ، على أمل تحقيق الكثير منها مع السنة الجديدة عبر سيرورة حياة الأمم والشعوب، وها أنا من ضمنهم، الإنسان المحدق في البحر العالمي بكل ما يحمل من خيرات وتحديات ومخاطر وتغيرات. فهذا البحر يعتبر مخيفاً بتقلباتهِ وتغيراتهِ وتحولاتهِ على المستوى الأمني والاجتماعي والاقتصادي والتقني والمعرفي، والذي يخفف خوفي وتوجسي ويجعلني مطمئناً ومتفائلاً كغيري من مواطني وسكان الإمارات، كوننا على سفينة دولة الإمارات، وطني، وتحت قيادة حكيمة..
فسفينتنا دولة الإمارات تبحر، وفيها تدار الدفة بعناية بعيدة المدى، مع أمواج التحولات في الاقتصاد والطاقة والتنمية، فدولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في تقديم التنمية المستدامة والتي تحافظ على الموارد الطبيعية باستغلالها الفائق، وتطويرها، وتحويلها إلى اقتصاد ومورد مستدام. وفي هذا الاطار تدخل الطاقة النووية السليمة والطاقة الشمسية والصناديق السيادية الاستثمارية وإقامة وإنشاء المصانع وبناء المجتمعي المعرفي ذي القدرات النوعية، مع كونها محلاً للتجارة الدولية والاتصال بين القارات والدول.
و تنفرد الإمارات بقوة عالية في إدراك المتغيرات الدولية المتعددة والمختلفة من خلال علاقاتها الدولية العديدة، ومراكزها البحثية التي تتابع مختلف مؤشرات المتغيرات الاقتصادية والتنموية والعلمية والتقنية والأمنية، مما يجعلها تضع استراتيجيات وسياسات داخلية وخارجية ناجحة ومنيعة على الواقع المتغير من حولها. ومن خلال ما تَمَلُكهُ دولة الإمارات من قوة ناعمة نابعة من سياساتها الحكيمة الداعمة للإنسان والأمم في مختلف الظروف والمحن، نجد مساراتها متقدمةً ومحلاً للدعم والمساندة، وأهم دليل على ذلك كونها مكاناً لاستضافة مختلف الأنشطة والتنظيمات والفعليات الدولية.
علاوة على كل ذلك، تمتلك الإمارات نموذجاً ناجحاً في الديمقراطية المباشرة من خلال المبادرات والسياسات العامة المستجيبة بسرعة لمختلف مطالب الشعب الإماراتي وسكان الإمارات من خدمات وتشريعات، إلى جانب أخذ وتقييم الآثار المترتبة على السياسات العامة ومدى الرضا حولها، لذا تتميز الإمارات بالمرونة العالية في تغيير المسؤولين الحكوميين من المدراء التنفيذين والوزراء وغيرهم من المسؤولين. وهذا النموذج الفريد يعتبر ممتداً منذ قيام الدولة، والذي بدورهِ عمل على تعزيز قوة وتماسك المجتمع الإماراتي مع القيادة الحكيمة النيرة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحكام الإمارات. فمن الطبيعي أن تتغير مطالبنا واحتياجاتنا من فترة إلى أخرى، إلى جانب المتغيرات الخارجية المتعددة، ولكن دولة الإمارات لم تتغير في مرونتها واتصالها المباشر والمرن مع مواطني وسكان الإمارات.
ومع تعاقب الأعوام، ورغم تقلب الأحوال والأوضاع المختلفة، أكرر هنا جملتي التي دائماً على لساني وفي بعض مقالاتي، من الصعب حصر الإنجازات التي حققتها الإمارات، وما تصبو إليه من تقدم وتطور، في إطارها الداخلي والإقليمي والدولي.
كاتب ومحلل سياسي