الفضاء فوق كوكبنا مباشرة يمثل ساحة مزدهرة. والرحلات خارج الكوكب تتزايد بسرعة. فقد غادر 42 من أصل 51 رائد فضاء معترف بهم من قبل إدارة الطيران الاتحادية الأرض خلال العامين الماضيين. وتتوقع إدارة الطيران الاتحادية أن تتزايد صفوفها في العقد المقبل الذي قد تجتذبهم أيضاً وجهات جديدة، مثل فندق فضاء دوار يزعم المخططون أن بناءه سيبدأ في عام 2026. والتفاؤل يتملك بعض الخبراء بشأن إمكانية السفر إلى الفضاء بأسعار معقولة نسبيًا، بحلول منتصف هذا القرن. وفي الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، مازالت الكلفة هائلة. فالتذكرة تبلغ قيمتها 450 ألف دولار لمكان واحد على متن كبسولة «فيرجن جالاكتيك» الفضائية التي تحلق على ارتفاع 50 ميلاً فوق الأرض، أي ستة أضعاف ارتفاع طائرة الركاب. ومن المتوقع أن ترتفع الكلفة إذا أراد المرء الذهاب إلى أعلى من ذلك. ورحلة «بلو أوريجين» التي استغرقت 11 دقيقة بالصاروخ، والتي قيل إنها تكلف أكثر من مليون دولار، تنطلق فوق خط كارمان بنحو 62 ميلًا، وهو الحد المتفق عليه عموما بين الأرض والفضاء. ويقضي آخرون أيامًا في الفضاء. ففي سبتمبر 2021، دار أربعة مدنيين أميركيين في مدار لمدة ثلاثة أيام على متن كبسولة «سبيس إكس دراجون». ولم يصل إلى علمنا أي معلومات عما كلفهم هذا.
ومقابل 55 مليون دولار، سترسل «أكسيوم سبيس» رواد فضاء بصاروخ سبيس إكس إلى محطة الفضاء الدولية، وهو مختبر يدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة. ولمدة أسبوعين في أبريل الماضي، عمل أول أعضاء طاقم أكسيوم بمحطة الفضاء الدولية في المختبر. وذكر رائد فضاء ناسا السابق «مايكل لوبيز أليجريا»، نائب رئيس شركة أكسيوم سبيس الذي قاد مهمة أبريل، أن الفضاء «سيكون على قائمة أمنيات الجميع». وأضاف أن الكلفة مازالت مرتفعة لكن يتوقع أن تتقلص مع مرور الوقت. وبدأت الشركة التي يوجد مقرها في هيوستن بالفعل في بناء جزء مما سيكون محطة فضائية خاصة.
وإليكم كيفية التأهب لسياحة الفضاء:
- الاستعداد: يستغرق التدريب من أيام إلى شهور. وقضى أعضاء طاقم «أكسيوم سبيس» ما لا يقل عن 700 ساعة في تعلم مهام جديدة. كيفية إجراء التجارب، وإرساء مركبة النقل بمحطة الفضاء الدولية والاستجابة للحرائق. كما تدربوا أيضا على جهاز طرد مركزي، وهو آلة تدور بسرعة تحاكي التسارع الشديد للسفر في الفضاء. 

ويرى لوبيز اليجريا- رائد الفضاء السابق في ناسا- أن المرء ليس بحاجة إلى أن يكون في قمة لياقته لأن الطفو في جاذبية أقل سهل للغاية، لكن سيتعين على المرء تحمل قوة تسارع مكثفة عند الخروج من الغلاف الجوي والعودة إليه. ويجب أن يكون مستعدا عقليا لتجربة نفسية فريدة تسمى تأثير النظرة العامة، والتي تحدث عندما يرى الناس كوكبهم من أعلى. قالت طالبة الدكتوراه في الفضاء، «سارة صبري»، مؤسسة «مبادرة الفضاء العميق»، التي سافرت إلى الفضاء في أغسطس الماضي على متن بلو أوريجين التي يمتلك مؤسسها جيف بيزوس صحيفة واشنطن بوست «عندما عدنا إلى الأرض، لم أستطع التوقف عن البكاء».

- الملابس: على متن «سبيسإكس»، يرتدي المرء بزات فضائية: وهي عبارة عن ملابس بيضاء أنيقة ومضغوطة مع خوذات سوداء. وذكرت صبري أن بزتها كانت مريحة ومصممة حسب الطلب. وتقوم شركة آندر أرمور بتصنيع الملابس الداخلية والبزة والأحذية ذات السحاب لصالح شركة فيرجين جالاكتيك.

- التخفيف من المتاع: قد يكون الفضاء هو المكان الوحيد الذي يمكنك الذهاب إليه دون بطاقة هوية أو جواز سفر. وعلى المرء أن يتوقع ترك بقية متاعه على الأرض، مع استثناءات قليلة. ففي مهمة انسبيريشن4 لسبيإكس التي تدور حول الأرض، أحضر رائد فضاء القيثارة ليغني لزملائه في الكبسولة.

- التقاط صور سيلفي: لا تخطط لملء حسابك على انستجرام برحلاتك الفضائية لتباهي أصدقاءك. فلن يكون معك هاتف. وفي رحلة بلو أوريجين التي خاضتها صبري، كان هناك عدد قليل من الأشخاص يثبتون على معاصمهم «جوبرو» لالتقاط الصور، خاصة للدقائق الثلاث من انعدام الوزن. وتوفر محطة الفضاء الدولية كاميرات للاستخدام. ويمكن لرواد الفضاء تصفح الإنترنت على المحطة الفضائية. وأشار لوبيز أليجريا أن الصور الملتقطة في الفضاء تبث إلى الأرض، حيث يقوم شخص ما على الأرض بتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الأكل والشرب: ذكرت صبري أنه لم يكن هناك أي وجبات خفيفة على متن مركب بلو أوريجين، كما أن الرحلات ذهابًا وإيابًا لا تترك وقتًا للوجبات على متن الطائرة. الطعام الساخن ليس دائمًا خيارًا متاحًا أيضا لدى شركات النقل الأخرى. وكانت الوجبة الأولى التي تم تقديمها في كبسولة دراجون عبارة عن بيتزا باردة، على الرغم من أن مؤسس سبيس إكس، إيلون ماسك، اعتذر عن الفطيرة الباردة ووعد رواد الفضاء في المستقبل بإمكانية تسخين الطعام. ويقوم الطاقم بتسخين العشاء في محطة الفضاء الدولية وتضم قائمة متنوعة تضم 200 خيار، معظمها مجفف بالتجميد أو بتثبيت الحرارة. وتُقدم التورتيا بدلا من الخبز لتجنب الفتات، لأن هذا الفتات قد يصبح خطرا حين يطفو وسط الإلكترونيات أو يدخل مقل العيون.

- الحفاظ على النظافة: الفضاء مثل التخييم في الريف. كلاهما يفتقر إلى آلات الغسل ويتطلب بعض التنازلات الصحية. فحين يضطر رواد الفضاء إلى الاستحمام، يتعين عليهم الضغط على عبوات من الصابون والماء على بشرتهم ويضعون الشامبو على شعرهم دون غسله. والمراحيض الموجودة على محطة الفضاء الدولية وكبسولة دراجون تجمع النفايات عبر خراطيم شفط ومراوح. وفي المحطة الفضائية، يتم إعادة تدوير البول إلى مياه صالحة للشرب. وهناك فراشي أسنان ومعجون لكن من دون أحواض، ودون مضمضة.

-النوم: هناك أكياس نوم في مركبة الفضاء سبيس إكس وفي أكسيوم في محطة الفضاء الدولية. ويتم تنظيم درجة حرارة المركبات لأن السطح الخارجي لمحطة الفضاء الدولية قد يتراوح بين 250 درجة تحت الصفر في الظل إلى 250 درجة في الشمس.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج أند سينديكيشن»