يأتي انعقاد أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام، وهو مبادرة عالمية تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» منذ العام 2008، في توقيت في غاية الأهمية عالميًا، وإماراتيًا.

فعلى الصعيد الدولي، يعتبر الأسبوع أول منصة تُعقد في مجال الاستدامة خلال العام الجديد، ما يوفر فرصة كبيرة لمناقشة ضرورة تسريع التعاون الدولي والقيادة في مجال الاستدامة حول العالم، وتقديم حلول استراتيجية لتعزيز العلاقة بين التحول في الطاقة والتنمية الاقتصادية المستدامة.

بالإضافة إلى مناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات المهمة التي تشمل: الأمن الغذائي والمائي، وتوفير مصادر الطاقة، والطاقة النظيفة، وإزالة الكربون من الصناعات، والصحة، والتكيف مع المناخ، وزيادة الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وضمان المتابعة الدورية للالتزام الإقليمي والدولي بقضايا المناخ والطاقة النظيفة، وتحفيز الحوار الدولي حول العمل المناخي في الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المتعدد الأطراف حول المناخ COP28. أما على المستوى الوطني، فإن أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي ينعقد تحت شعار «معًا لتعزيز العمل المناخي وصولًا إلى مؤتمر COP28»، يأتي في إطار مبادئ الخمسين التي تعد مرجعًا لجميع مؤسسات الدولة لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهارًا، واستعداد الدولة لتنظيم الحدث الأبرز عالميًا في مجال الحد من التغيرات المناخية في ديسمبر المقبل، والذي سيكون علامة فارقة في الجهود الدولية للحد من التغيرات المناخية.

وتتمثل أهمية هذا الأسبوع في مشاركة عدد كبير من رؤساء الدول ونُخَب صنّاع القرار، ورواد التكنولوجيا والابتكارات الحديثة، وشركاء القطاعين العام والخاص، ورواد الأعمال للشركات الناشئة والصغيرة، وقادة الفكر في العمل المناخي الدولي، والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية المرتبطة بقضايا المناخ. كما سينعقد على هامش أسبوع الاستدامة العديد من الفعاليات المهمة، والتي من أبرزها: انعقاد الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، وحفل توزيع جائزة زايد للاستدامة، وقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والقمة العالمية لطاقة المستقبل، ومبادرة «ابتكر»، ومنصة شباب من أجل الاستدامة، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام.

وتتمثل الأهداف الرئيسية للأسبوع في: تسريع وتيرة التنمية المستدامة والحياد المناخي في المنطقة والعالم، وتوفير منصة لصنّاع القرارات وقادة الأعمال ورواد التكنولوجيا في العالم لمشاركة المعرفة، واستعراض الابتكارات، وصياغة الاستراتيجيات الوطنية في إطار المساعي المشتركة لتحقيق الاستدامة والحياد المناخي، وتسليط الضوء على الالتزامات الدولية لمواجهة التحديات العالمية في دفع جهود العمل المناخي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.

ومن نافلة القول، أن هناك كثيرًا من العوائد الاستراتيجية العالمية من انعقاد أسبوع الاستدامة، يتمثل أهمها في: تعزيز فرص نجاح مؤتمر الأطراف COP28، والمساهمة في نشر المعارف والتكنولوجيا الحديثة، وتحفيز الابتكار، والتوعية بأهمية الاستدامة في الاقتصاد العالمي، وتعزيز دور القطاع الخاص، وتفعيل مبدأ المشاركة الجماعية في العمل المناخي، والتحول في قطاع الطاقة عبر توفير منصات وفعاليات لإشراك الشباب في التصدي لقضايا التغير المناخي وتحقيق الاستدامة. 

مركز تريندز للبحوث والاستشارات