لا شك في أن توجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الطاقة النووية السلمية كان توجهاً صائباً، وفي محله ووقته، حيث نرى الآن أن الإمارات قطعت شوطاً طويلاً على هذا الطريق، واستطاعت امتلاك الطاقة النووية السلمية في منشآتها.

وأفضل ما في الموضوع هو أن هذا الإنجاز تحقق بأيدي أبناء الإمارات، تحقيقاً لحلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان المحفّز الأولَ لهذه الهمم من أجل إنجاز مشروع الطاقة النووية السلمية، وهو مشروع يشكل اليوم مرحلة جديدة من الحراك التنموي الذي تشهده الإمارات في مسيرة نهضتها المتسارعة، خاصةً مع إصدار رخصة تشغيل أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية.

يحق للإمارات أن تفخر بمشروعاتها التنموية الضخمة الناجحة وبكفاءاتها الوطنية القادرة والمخلصة، والتي تستحق الإشادة بجهودها المتواصلة استعداداً للخمسين سنة القادمة.

وفي هذا الإطار، تواصل الإمارات خططها الوطنية من أجل تأمين احتياجات الدولة في مجال الطاقة للفترة القادمة، بالاعتماد على مصادر متنوعة ضِمنها الطاقة النووية والطاقة المتجددة.

وتأتي رخصة التشغيل الجديدة تتويجاً للجهود التي بذلتها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية منذ تلقيها طلبَ الحصول على الرخصة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالإنابة عن شركة نواة للطاقة، حيث أجرت «الهيئةُ» عمليةَ مراجعة منهجية تضمنت تقييماً شاملا للوثائق المرفقة مع الطلب، وتطبيق تدابير رقابية صارمة، إضافة إلى إجراء عمليات تفتيش دقيقة للمحطة خلال مرحلة الإنشاء والتطوير، شملت مراجعةَ تصميم المحطة، والتحليل الجغرافي والديموغرافي لموقعها، ولنظم التبريد والسلامة ومختلف التدابير الأمنية فيها، ومستوى الاستعداد للطوارئ، وإدارة النفايات المشعة.. إلخ.

وتمثل رخصة التشغيل إنجازاً استراتيجياً يتوِّج الجهودَ المبذولة على مدى 12 عاماً من أجل إطلاق وتطوير برنامج الإمارات للطاقة النووية السلمية، وهي جهود أدت فيها «الهيئةُ» دوراً محورياً في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.

كما أن توقيع الإمارات على العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال، مثل اتفاقية الضمانات الشاملة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والبروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الشاملة التابعة للوكالة الذرية، ومعاهدة الأمان النووي، ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، علاوة على اتفاقية التعاون النووي السلمي التي وقعتها الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية عام 2009 للتعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطاقة النووية السلمية.

*كاتب كويتي