رصدت «واشنطن بوست» آراء مجموعة من كُتابها لاستطلاع توقعاتهم للعام 2023، وجاءت كالتالي: 

تقول ميشيل إل. نوريس: في فعالية نخبوية فخمة احتضنتها العاصمة واشنطن في أواخر الخريف رأيتُ امرأتين سوداوين متقدمتين في السن، وظللتُ أفكر فيهما لأيام بعد ذلك. ظللت أتذكر كيف بدتا مسرورتين حين جاملتهما وأطريت على هندامهما الأنيق. 
كانتا ترتديان فستانين أنيقين لإظهار شخصيتي امرأتين من الواضح أنهما كانتا حريصتين جداً على الاعتناء بنفسيهما. هاتان المرأتان ظهرتا على المنصة لكي يراهما الناس، رغم أنهما كانتا تتحركان ببطء، متكئتين على بعضهما البعض، وإحداهما تتوكأ على عصا سوداء. 
ولكن مع مرور الوقت، أدركتُ لماذا ظل ذهني يستحضرهما: فهاتان السيدتان ناجيتان عاشتا لحظات صعبة وشديدة الانقسام كتلك التي نواجهها الآن. وأدركتُ أن تينك المرأتين، ووالدتي – وكذلك الأشخاص المسنين الذين كانوا مهمَّشين في وقت من الأوقات والذين أراهم في كل مكان وما زالوا يتمتعون بالحياة في بلد لم يتصور إنسانيتهم الكاملة – هما من يمنحني الأمل في مستقبل أكثر استقراراً في أوقات الاضطرابات وعدم اليقين. 
المرأتان كانتا أيقونتين أنيقتين تمثلان جيلاً كافح ضد تحديات الكراهية العرقية والتحيز الجنساني. لقد ناضلتا من أجل إصلاحات وتغييرات لم يتوقعانها أبداً بشكل كامل في حياتهما. لقد تغلبتا على مخاوفهما وضغطتا إلى الأمام، ليس من أجل المكافأة الشخصية فحسب، ولكن أيضاً من أجل تعبيد الطريق لأشخاص يعيشون ظروفي وظروف أطفالي وأحفادي. 
وهذا يمنحني الأمل. ولكن الأمل يتخذ أشكالاً عدة. 

أما جينيفر روبن، فتقول: باعتباري واحدة من الأشخاص الذين دقوا ناقوس الخطر للتحذير من أن وزارة العدل كانت سلبية وحذرة أكثر مما ينبغي في متابعة الرئيس السابق دونالد ترامب، فإنني مفعمة بالأمل على نحو متزايد – بل واثقة – بأن تلك المخاوف لم تكن في محلها. ذلك أن وزارة العدل، وكما تعهد النائب العام ميريك غارلاند، تتبع الحقائق والقانون. 
ولدينا كل الأسباب الوجيهة لتوقع أن الرجل الذي أطلق «الكذبة الكبيرة» ومحاولة انقلاب، وحرّض الغوغاء وأخذ معه وثائق سرية... سيواجه لائحة اتهام جنائية في 2023. فالمحاسبة تُعد مكوناً أساسياً بالنسبة للديمقراطيات، وبينما تتابع وزارة العدل ترامب «من دون خوف أو محاباة»، فإننا نرى إعادة تثبيت دعامات الديمقراطية وسيادة القانون.

إي. جاي. دايون جونيور: آمالي للعام 2023 يحرّكها الجيل التالي والمؤشرات العديدة التي تؤشر إلى أن الديمقراطية باتت أقوى عالمياً مما كانت عليه حتى قبل عام. فبفضل أطفالي والتعليم الذي أمارسه، أقابلُ الكثير من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً. وشخصياً، أجدُ التزامهم تجاه العدالة الاجتماعية، والحرية الشخصية، والإصلاح السياسي ملهماً، وأعتقد أن دورهم في حياتنا العامة لن يزداد إلا قوة. وضمن التنافس المتواصل بين القوى السلطوية والديمقراطية، أظهر أنصار الديمقراطية حيويتهم ونشاطهم حول العالم، وبشكل أكثر دراماتيكية في أوكرانيا. وعليه، لننخرط في تشجيع الدمقرطة التي تستمد طاقتها من الشباب. 

التقدم في العلاجات الطبية
غاري أبيرناذي: هناك ملايين الأميركيين الذين إما يتعاملون شخصياً مع أمراض صعبة أو لديهم أقارب يخوضون معارك مع أمراض مزمنة أو مهددة للحياة. ولكن في السنوات الأخيرة – خاصة خلال 2022 – كانا لافتاً عدد الأمراض والحالات التي يجد العلماء أنفسهم على وشك التغلب عليها. فوفقاً لعدد من التقارير، فإن العلم يبدو على عتبة حلّ ألغاز يمكن أن تؤدي إلى علاجات أو عقاقير ثورية لداء السكري، وباركينسون، و«إتش آي في»، وأنواع عدة من السرطان وأمراض القلب، وغيرها الكثير. وعليه، فإن هناك ما يدعو للأمل في أن تكون 2023 «عام المعجزات» في ما يتعلق بالطب الحديث. 

كيتانجي براون جاكسون
يوجين روبينسون: وجدتُ الأمل في العام المنصرم (2022) في مكان غير متوقع: إنه المحكمة العليا. أنا لا أقصد بذلك كل القرارات التي نحت منحى خاطئاً، وإنما أتحدث عن أحدث عضو في المحكمة: القاضية كيتانجي براون جاكسون التي أظهرت منذ الآن أنها قوة لا ينبغي الاستهانة بها. جاكسون، التي تُعد أول امرأة سوداء تنال عضوية المحكمة العليا، لم تبدِ خجل القادمين الجدد. ففي حجج شفهية، طرحت أسئلة دقيقة وفرضيات معقدة تعيد القضايا إلى جوهرها. ولئن كان من غير المرجح أن تحظى جاكسون بالأصوات الضرورية للفوز للانتصار في أكثر القضايا خلافية، فإنها أبدت قدرة نادرة على الدفع بحججها والحفاظ على ودها واحترامها للآخرين في الوقت نفسه. ولكن ذلك يجعلني متفائلاً لأنها ستكون حاضرة ومشاركة في الغرفة، حيث تُتخذ القرارات الأهم لأنها تمتلك الذكاء والمهارات لتغيير الآراء. 

البطاريات
كاثرين رامبل: إن السبب الذي يجعلني متفائلة ومفعمة بالأمل هو البطاريات! فقد كانت هناك استثمارات ضخمة في توليد الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة، ليس لأسباب بيئية وإنما اقتصادية: ذلك أنه حينما تُركب تربينات الرياح أو الألواح الشمسية، تكون الريح وأشعة الشمس مجانية. ولهذا، فإن الطاقة النظيفة يمكن أن تكون أرخص بكثير من الوقود الأحفوري. غير أن توليد الطاقة المتجددة يمكن أن يكون متقلباً، والفحم والغاز الطبيعي ما زالت هناك حاجة إليهما من أجل سد الفراغ حين لا تهبّ الريح أو حين لا تكون الشمس ساطعة. ولحسن الحظ أن تكنولوجيا البطاريات ما فتئت تتطور، و«إدارة معلومات الطاقة الأميركية» تتوقع الآن أن تتضاعف سعة تخزين البطارية أو أكثر العام المقبل، وربما أن تتضاعف أربع مرات بحلول 2025. وهذا يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في تغيير قواعد اللعبة وإحداث ثورة حقيقية بالنسبة لتبني الطاقة النظيفة – وللكوكب أيضاً.


ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سينديكيت»