سرعان ما بادرت دول الخليج العربية، وقامت بواجبها في فعل الخير إزاء المنكوبين، بمجرد أن تبلّغتْ بخبر وقوع الزلزال الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا الاثنين الماضي، وخلّف خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات. بل لم تكد تمضي بضع ساعات على الأخبار الواردة من تلك المنطقة المنكوبة حتى هبّت هذه الدول معلنةً عن إرسال المساعدات الفورية. ولم يكن هناك أسرع من دول الخليج العربية في تقديم الدعم والمساندة.

والمبادرة الخليجية الطيبة في هذا المجال، وفي مثل هذه المواقف، تنم عن شعور بالإنسانية لا حدود له، إذ تقرر إنشاء جسور جوية مع تركيا للوقوف معها ومع سوريا في محنتيهما، ولم تكتفِ الدول الخليجية بمساعدات بسيطة ومحدودة، بل تعدت ذلك إلى بناء جسور جوية متواصلة تقدم من خلالها أشكال الدعم والغوث كافة لإخوة لنا في تلك المنطقة من العالم.

دول الخليج تتحدث عنها أفعالُها في جميع المحافل والمواقف الدولية، وكل ذلك على أيدي شخصيات مسؤولة وذات حس إنساني رفيع، ساهمت بشكل أساسي في نهضة دولها وفي تحقيق إنجازات وإسهامات ونجاحات تطاول عنان السماء. ومن خلال إحساسها بالمسؤولية الأخلاقية تجاه إخوتها في الإنسانية تتصرف دائماً في الأوقات الصعبة، مقدمةً يدَ العون والعطاء للمنكوبين في كل مكان.

وما لبث أهل منطقة الخليج الطيبين، والقائمون على أمور دولهم، يثبتون في كل مرة ومع كل مناسبة، أنهم أهل خير وكرم غير محدودين، كما أنهم قادرون على الإحساس بمعاناة الشعوب والتضامن معها في محنها على اختلافها. وقد جاءت مبادرات الخليجيين من أجل مواساة المناطق التي تعرضت لكارثة الزلزال، تقديراً منهم للمسؤولية الإنسانية ولحاجة السكان في هذه المناطق إلى الدعم والعون والمواساة، وإيماناً منهم بأنه يتوجب عليهم أن يتخذوا القرار المناسب المتوافق مع الحدث. إن ذلك الشعور ليس غريباً على أبناء منطقة الخليج العربي الذين جُبلوا على تقديم الخير ومد يد العون وعلى مشاركة إخوتهم في الإنسانية كل ما يصيبهم من أذى.

والتاريخ يشهد للدول الخليجية بعدد غير محدود من المبادرات السامية والمساعدات السخية لشعوب العالم بأكمله.. كما يشهد لها بمدى أسبقيتها في المبادرة بتقديم العون لكل مستحق ومحتاج، بعيداً عن أي اعتبارات أو حسابات على هذا المستوى أو ذاك. إن الشعور بالتعاطف الإنساني لدى دول الخليج العربي، ومواقفها السبّاقة إلى الدعم وتقديم العون لدى كل كارثة أو أزمة من الأزمات التي تصيب الشعوب في مناطق مختلفة من العالم، هو باب خير وبركة لهذه الدول وشعوبها.

*كاتب كويتي