أيام قليلة وتحتفل الكويت بمناسبتين عزيزتين، هما العيد الوطني (25 فبراير) وعيد التحرير (26 فبراير). وفي هاتين المناسبتين السعيدتين نستذكر العديد من الأمور التي اقترنت بهما. وفيما يخص عيد التحرير، فإننا نستذكر واقعةَ الغزو الذي تعرض من خلاله شعبُ الكويت المسالم الصامد إلى أقسى أنواع الظلم من جار عربي عزيز لطالما وقف معه الخليجيون عامة والكويتيون بصفة خاصة، في جميع المواقف والظروف.

وقد ضرب الشعب الكويتي أروع الأمثلة في الصمود والثبات والولاء لوطنه وقيادته، رغم أنه لم يعتد على مثل هذه المواقف منذ فترات طويلة، لكنه أبلى فيها بلاءً حسناً وأظهر معدنه النفيس، بما برهن عليه من ثبات في الموقف وصدق في الولاء والانتماء، رغم الظروف الظالمة والمتغيرات القاهرة.

وقد أوضح الكويتيون بما لا يدع مجالاً للشك أنهم شعب يستحق هذا البلد وبأن البلد يستحقهم. وفي مناسبتي العيد الوطني وعيد التحرير ينبغي أن تتجدد الآمال وتتعزز الهمم لمواصلة البناء والنهوض بالكويت وصولاً إلى بر الآمال والطموحات.. فهما مناسبتان تفتحان أبعاداً واسعةَ الآفاق نحو تعزيز أواصر الأخوّة والتعاون وتعزيز المبادئ الوطنية لمواجهة مختلف الظروف الإقليمية والمتغيرات الدولية.

إن التجربة الماضية وظروف المرحلة تفرضان علينا ككويتيين أن نعزز المفاهيمَ الوطنية التي تحفظ لنا هذا البلد في المستقبل كما حفظته في الماضي، وأن نكون يداً واحدةً لمواجهة كل الظروف والتحولات ولكي نحقق جميع الطموحات والأحلام.

ويتوجب على الأجيال القادمة من الكويتيين أن تعي تلك التجربة القاسية التي تعرض لها كل مَن عاصر فترةَ الاحتلال ومآسيها، وأن يعطوها حقها من التأمل ومن الحفاظ على الذاكرة، كي تكون دروس الماضي عبراً لتحفيز الذاكرة بين يدي المستقبل وأيامه القادمة، واضعين على رأس أولوياتهم التفاف الجميع بشكل تام تحت قيادة أمير البلاد، قائداً وولي أمر يلتف حوله الشعب كله. حفظ الله الكويت، قيادةً وشعباً، من جميع الشرور وعلى مدى الدهور.

*كاتب كويتي