حلت في الآونة الأخيرة أغلى مناسبتين في حياة الكويتيين على الإطلاق، ألا وهما مناسبة العيد الوطني الـ62 وذكرى عيد التحرير الـ32، جعل الله أيامَ هذا البلد كلها أعياداً وحفظ وشعبه وقيادته وأرضه أبد الدهر.

وإننا في هاتين المناسبتين لَنستذكر العديد من الأمور التي اقترنت بهما، ولا يمكننا في هذا المقام إلا أن نتذكر واقعة الغزو الغاشم الذي تعرّض خلاله شعبُ الكويت الصامد لأقسى أنواع القهر والظلم من جار عربي مسلم شقيق، لكنّ الكويتيين ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والصمود ورفض الاحتلال.

وعلى الرغم من أنهم لم يعتادوا مثل هذه التجارب والظروف منذ فترات طويلة، إلا أنهم أبلوا بلاءً حسناً وكشفوا عن معدن الطيبة والشموخ والوفاء لدى الإنسان الكويتي، حيث رفضوا الخضوع للاحتلال والإذلال وتشبثوا بالمواقف والمبادئ الوطنية في مواجهة الظروف الجديدة. وبذلك أثبت الشعب الكويتي بما لا يدع مجالاً للشك أنه شعب يستحق هذا البلدَ والبلدُ يستحقه.

إن مناسبتي العيد الوطني وعيد التحرير يجب أن تجددا آمالَ الكويتيين وتشحذا هممهم لمواصلة البناء والنهوض والتطوير، كما يتوجب أن تكونا لحظتين لهما أبعادٌ واسعةُ الآفاق نحو تعزيز كل أواصر الأخوّة والتعاون وتعزيز مفاهيم ومبادئ الوطنية لمواجهة مختلف ظروف الحياة المعاصرة والظروف الإقليمية والدولية وما تشهده من تغيرات متلاحقة.

وبناءً على التجارب الماضية، ينبغي لنا نحن الكويتيين أن نعزز كل المفاهيم الوطنية الضرورية لحاضر الكويت ومستقبلها، وأن نكون في جميع الأحوال والمواقف يداً واحدةً لمواجهة ظروف الحياة وتقلباتها بشكل موحد.

إن مناسبتي العيد الوطني وذكرى التحرير تأتيان هذا العام بنكهة أخرى لها مذاق آخر، حيث تنعم الكويت بالاستقرار وترفل في نعمة الأمن والأمان تحت راية أمير البلاد وقائد مسيرتها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، يعاونه ويشد من أزره ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله تعالى وسدد خطاهما لما فيه خير البلاد والعباد. ولتبقى أيام الكويت ومناسباتها كلها أفراح وسعادة، بإذن الله، وليحفظها تعالى وشعبَها وشيوخها من كل مكروه.

*كاتب كويتي