بدأت شركة مايكروسوفت يوم الجمعة في تقييد برنامج روبوت الدردشة «بينج» الخاص بها، بعد أن بدأت أداة الذكاء الاصطناعي هذه في إنشاء محادثات مشوشة بدت عدائية أو غريبة.
وكان العملاق التكنولوجي قد أطلق نظام الذكاء الاصطناعي لمجموعة محدودة من مختبري النسخة التجريبية بعد الكشف اللامع في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال الرئيس التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، إنه يمثل فصلاً جديداً من التفاعل بين الإنسان والآلة وإن الشركة «قررت الرهان عليه».
لكن الأشخاص الذين جربوا البرنامج الأسبوع الماضي وجدوا أن الأداة، المبنية على نظام «تشات جي بي تي» ChatGPT الشهير، يمكن أن تنحرف بسرعة إلى منطقة غريبة. فقد أظهرت علامات دفاعية بشأن اسمها مع مراسل صحيفة «واشنطن بوست»، وأخبرت كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز» أنها تريد إنهاء زواجه! كما خاطبت أحد مراسلي «الأسوشييتد برس» قائلة: «أنت كنت تُقارن بهتلر لأنك من أكثر الناس شراً وأسوأ الأشخاص في التاريخ»!
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ألقى مسؤولو مايكروسوفت باللوم على «جلسات الدردشة الطويلة جداً» التي كانت تميل إلى «إرباك» النظام. وأشاروا إلى أنه من خلال محاولة عكس نبرة المستجوبين، كانت أداة الذكاء الاصطناعي ترد أحياناً بـ«أسلوب لم نكن نعتزمه».
ودفعت هذه الثغراتُ الشركةَ إلى الإعلان في وقت متأخر من يوم الجمعة أنها بدأت في قصر محادثات «بينج» على خمسة أسئلة وردود في كل جلسة، وما مجموعه 50 سؤالاً في اليوم. وفي نهاية كل جلسة، يجب على الشخص النقر فوق رمز «مكنسة» لإعادة تركيز الذكاء الاصطناعي والحصول على «بداية جديدة». وبينما كان بإمكان الأشخاص في السابق الدردشة مع الذكاء الاصطناعي لساعات، فإنه الآن ينهي المحادثة فجأة، قائلاً: «أنا آسف، ولكني أفضل عدم مواصلة هذه المحادثة. ما زلتُ أتعلم، لذا فأنا أقّدر تفهمكَ وصبركَ».
ويعتمد برنامج «تشات بوت»، الذي أنشأته شركة «أوبن للذكاء الاصطناعي» OpenAI للتكنولوجيا في سان فرانسيسكو، على نمط من أنظمة الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم «نماذج اللغة الكبيرة» التي تم تدريبها لمحاكاة الحوار البشري بعد تحليل مئات المليارات من الكلمات عبر الويب. وأثارت مهارات البرنامج في إنشاء أنماط كلمات تشبه الكلام البشري نقاشاً متزايداً حول مدى إدراك هذه الأنظمة للوعي الذاتي. لكن نظراً لأن الأدوات تم تصميمها فقط للتنبؤ بالكلمات التي يجب أن تأتي بعد ذلك في الجملة، فإنها تميل إلى الفشل بشكل كبير عندما يُطلب منها إنشاء معلومات واقعية أو القيام بحسابات أساسية.
يقول جاري ماركوس، خبير الذكاء الاصطناعي وأستاذ فخري في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة نيويورك، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الأداة «ليس لديها في الواقع دليل على ما تقوله، وليس لديها بوصلة أخلاقية كذلك».
من جانبها، تعهدت شركة مايكروسوفت، بمساعدة OpenAI في دمج المزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، بما في ذلك برامج «أوفيس» التي يستخدمها الأشخاص لكتابة الرسائل وتبادل رسائل البريد الإلكتروني.
وتأتي مشكلة «بينج» في أعقاب تعثر آخر حدث مؤخراً لشركة جوجل، المنافس الرئيسي لبرمجيات مايكروسوفت، والتي كشفت الأسبوع الماضي عن منافس ChatGPT المعروف باسم «بارد» Bard والذي وعد بالعديد من نفس الصلاحيات في البحث واللغة. وانخفض سعر سهم جوجل بنسبة 8 في المئة بعد أن رأى المستثمرون أن أحد الأنشطة العامة الأولى للبرنامج تضمن خطأ واقعياً.

درو هارويل

صحفي متخصص في الذكاء الاصطناعي
ينشر بترتيب خاص مع «واشنطن بوست لايسنسينج سينديكيت»