عدد ساعات العمل الأسبوعية في كوريا الجنوبية يبلغ 40 ساعة مع ما يصل إلى 12 ساعة من العمل الإضافي الأسبوعي، مادام أن صاحب العمل يعوض العمال بعطلات أو أجر إضافي. وفي الواقع العملي، غالباً ما يُؤدى العمل الإضافي من دون مقابل، وفقاً للعاملين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وأصحاب العمل يحثونهم على أداء ما تبقى من العمل من المنزل، وفي بعض الحالات يتهمونهم بعدم الكفاءة لتجنب التدقيق القانوني لساعات العمل الطويلة. وذكر دانيال كيم (35 عاماً) وهو يعمل في المجال الطبي كباحث، أنه ذات مرة عمل لثمانية أشهر دون أن يتمكن من العودة إلى المنزل قبل الساعة العاشرة مساء. 
ويعمل الكوريون الجنوبيون بمتوسط 1915 ساعة في السنة، ويعمل الأميركيون 1791 ساعة، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ومتوسط العمل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغ 1716 ساعة. واليابان المجاورة التي كان لديها قبل عقدين ساعات عمل أعلى من متوسط ساعات عمل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ما زالت تتخذ خطوات للتغلب على مشكلة الوفيات الناجمة عن الإفراط في العمل وبلغ متوسط ساعات العمل فيها العام الماضي 1607 ساعات. ويرى موتوهيرو موريشيما، أستاذ إدارة الموارد البشرية في جامعة جاكوشوين في كيوتو، أن «العمل لساعات طويلة بشكل مفرط أمر مستهجن» في اليابان. وأكد أن كوريا الجنوبية يجب أن تسعى إلى زيادة الإنتاجية، وليس ساعات العمل. ويرى لي جونغ سون، أستاذ علاقات العمل في كلية الدراسات العليا لدراسات العمل في جامعة كوريا في سول، أنه «إذا كان هناك مزيد من العمل، فيجب على أرباب العمل (في كوريا الجنوبية) توظيف مزيد من الأشخاص». ويرى أنه بهذه الطريقة، يتم خلق مزيد من فرص العمل وتقليص الإفراط في العمل. لكنه يعتقد أن الشركات نادراً ما تفعل ذلك لأنها إما لا تمتلك القدرة المالية، أو لأنه من الأرخص مطالبة الموظفين الحاليين بتدارك هذا العجز. ومضى يقول: «توظيف أشخاص جدد يعني مزيداً من المزايا والتأمين ومزيداً من الأجور. وهذا أكثر كلفة». 

وقبل 20 عاماً، كان من المتوقع أن يعمل الكوريون الجنوبيون خمسة أيام ونصف اليوم كل أسبوع. وفي صباح السبت، يذهب الأطفال إلى المدرسة بينما يتوجه الآباء إلى المكتب للعمل لمدة نصف يوم. وفي عام 2011 فحسب، اعتمدت الدولة أسبوع العمل لمدة خمسة أيام بشكل كامل. وبعد سبع سنوات، حددت البلاد ساعات العمل الأسبوعية عند 52 ساعة. ويرى لي (58 عاماً) أن «لا أحد يريد العودة إلى أسابيع عمل أطول». ولي يتذكر الفترة التي كان عليه التضحية بالمشاركة في الاجتماعات العائلية أيام السبت للذهاب إلى العمل. وأضاف: «لقد شعرنا بالفعل بفوائد الأسابيع الأقصر. لماذا يريد أي شخص العودة؟» إلى ساعات العمل الأطول. 
وتزوج إم الذي يعمل في شركة العام الجاري. وأكد أن العمل 69 ساعة أسبوعياً سيعصف بآماله وآمال زوجته في إنجاب طفلين. وتساءل: «من سيعتني بالطفل إذا كان الأب والأم في العمل طوال اليوم؟ هذا محبط، لكن لا حيلة لي». وعبر عن شكوكه في أن يتحسن معدل المواليد الأدنى في العالم في كوريا الجنوبية البالغ 0.78 طفل لكل امرأة في ظل مثل هذا النظام. وترى راي كوبر، أستاذة التوظيف في جامعة سيدني، أن ساعات العمل الطويلة مرتبطة بانخفاض معدلات المواليد لأنها «تجعل التعارض بين العمل ورعاية الأطفال» شديداً. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنيج آند سينديكيشن»