لا حدود لاهتمام الإمارات بأبناء شعبها، ولا حواجز يمكن أن تقف أمام سعيها للارتقاء بنوعية وجودة حياتهم إلى أفضل المستويات عالميّاً ليظلّوا واحداً من أسعد شعوب العالم وصولاً إلى أن يكونوا الأسعد على الإطلاق، والأكثر رفاهية بين شعوب الأرض قاطبة.

هذا الاهتمام لا يقتصر على جانب بعينه من جوانب الحياة، بل يمتد ويتوسّع في الاتجاهات كلّها ليشمل كلّ صغيرة وكبيرة تمسّ تطوير جودة الحياة، وكلّ ذلك لغاية سامية وهي أن يعيش المواطن دون أي منغّصات، وأن يتمتع بما حبا الله وطنَه به من خيرات دون أن يحول بينه وبين ذلك حائل، فهو محور الاهتمام وقطب الرحى في المشاريع والمبادرات والخطط والاستراتيجيات، وأمْنه واستقراره وصحته وتعليمه وغير ذلك من أساسيات الحياة، بل كمالياتها كذلك، هي الشغل الشاغل لقيادة رشيدة آلَت على نفسها أن تجعل بلادَها محطّ أنظار العالم كلّه، والقدوة والمثال الذي يحتذى به في الازدهار والتقدّم على المستويات كلّها.

ولأن الصحة ركيزة أساسية من ركائز سعادة الإنسان، إذ بدونها لا يستطيع الإنسان التمتع بما توفر له من مقومات، ولا القيام بالدور المنوط به في إطار منظومته المجتمعية والوطنية، فقد جاءت في رأس قائمة اهتمامات قيادة الإمارات، التي أرادت لإنسان هذا الوطن أن يعيش حياة صحيّة خالية من الأمراض والأوجاع، وسخّرت لذلك إمكانات لا حدود لها لطرد شبح الأمراض والأوبئة، ووظّفت العلم وأحدث ما توصّل إليه في سبيل رفع درجة مقاومته لها وتدعيم قدراته المناعية في التغلّب عليها أو تجنّبها بشكل كامل.

في هذا الإطار يأتي إطلاق الاستراتيجية الوطنية للجينوم للأعوام العشرة المقبلة، التي تستهدف وضع منظومة متكاملة لتطوير برامج الجينوم وتنفيذها، والارتقاء بالرعاية الصحية المقدَّمة للمواطنين، إضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة مركزاً للبحوث والابتكار في مجال علوم الجينوم، وما حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق الاستراتيجية، إلا دليل على مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة بأن يعيش الإنسان على هذه الأرض الطيبة بأعلى مستويات الرعاية. هذه الاستراتيجية ستمكّن في المستقبل من وضع خريطة جينية شاملة لمواطني الدولة، الأمر الذي يتيح مجالاً أوسع للبحوث الطبية، بشِقّيها الوقائية والعلاجية، وبما يقود في النتيجة إلى مستوى من الرعاية يصبح فيه علاج الأمراض أكثر يسراً وسهولة، وكذلك تطوير حلول وتقنيات وإجراءات تحدّ من انتشار الاضطرابات الوراثية والمزمنة، مثل السكري وضغط الدم والسرطان، وبالتالي رفع متوسط الأعمار دون معاناة من الأمراض، أي الوصول إلى إمارات خالية من الأمراض.

*عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.