تعكس مبادرة «نوابغ العرب» الاهتمامَ الكبيرَ الذي توليه دولةُ الإمارات لدعم المبتكرين على امتداد العالم العربي، إيمانًا بالدور الحيوي الذي يقومون به في نهضة الدول العربية فرادى، وما يمكن أن يقدّموه لصالح أمتهم العربية ككل، على النحو الذي يمكِّنها من النهوض واللحاق بركب التقدّم العالمي الذي تتسارع وتيرتُه بشكل غير مسبوق خلال المرحلة الراهنة، ومن ثم العودة للمساهمة بشكل فاعل في مسيرة التطور الإنساني والحضاري والتقدم العلمي في العالم.

وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال لقاء سموّه، يوم الأربعاء الماضي، رؤساء وأعضاء اللجان التابعة للمبادرة أن استئناف الحضارة العربية يتطلّب توفير المزيد من الفرص للعقول المبدعة، ودعم دورها المحوري في توظيف الأبحاث والتطوير والدراسات والتطبيقات، وبما يسهم في الارتقاء بالواقع الحالي نحو الأفضل. وأضاف سموه أن الفرصة متاحة لنا الآن لنعيد بناء الإرث الحضاري العريق الذي تميزت به منطقتنا على مرّ العصور.

وتُعدّ مبادرة «نوابغ العرب» أكبر حراكٍ علمي في العالم العربي يقوده «متحف المستقبل»، برعاية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أطلق المبادرة بهدف تحديد أهم النوابغ العرب ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم، بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، وتسعى الإمارات من خلال هذه المبادرة الخلاقة إلى تمكين العقول العربية، وتوفير الفرص المناسبة لها، لكي تنهض بدورها المطلوب في تطوير مجتمعاتها، وبما يحول دون هجرتها إلى الخارج.

وفي الحقيقة، فإن تلقّي الجوائز التي تقدّمها مبادرة «نوابغ العرب» آلاف الترشيحات للعلماء والباحثين وأصحاب الإسهامات العلمية بشكل فردي أو من قِبل المجتمع العلمي والبحثي والجامعات والمؤسسات حول العالَم، منذ إطلاقها، يؤكد مدى الإيمان بها كمشروع نهضوي ملهم، يعكس التزام الإمارات الثابت تجاه استحقاقات النهضة والتطوير في العالم العربي، في ظِلّ إيمان قيادتنا الرشيدة بالمصير المشترك للعالم العربي، وهو ما ينعكس في الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولةُ لدعم عمليات التنمية في كثير من الدول العربية، وهي الجهود التي كان لها الكثيرُ من التأثيرات الإيجابية الكبيرة في هذا السياق.

إن ما حقّقته دولة الإمارات من إنجازات شملت المجالات كافة، بما فيها تلك الإنجازات النوعية المهمة في مجال علوم الفضاء، جعلها نموذجًا ملهمًا للتنمية في العالم العربي، ومن ثم فإن ما تقدّمه من مبادرات للتطوير والابتكار، يحظى باهتمام شديد ويؤخذ بجدية تامة، من قِبل الدول العربية كافة، وتجسّد مبادرة «نوابغ العرب» مدى إيمان الدولة بدور العقول في تحقيق النهضة، وهذا أمر حيوي للغاية، حيث إن المبدعين والمفكّرين هم مَن قادوا عمليات التطوير والنهضة في شتّى مناحي الحياة على مرّ التاريخ.

*عن نشرة«أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.