يجمع العمل الإماراتي الدولي بين منظومة من الأسس من بينها هذه الثلاثة: أولها: دعم مبادرات السلم والتسامح وزرع القيم الثقافية والاجتماعية المتسامية، وثانيها: تحويل الأفكار الذكية والإبداعية إلى نمط من العمل المؤسسي بحيث يكون مرتباً ومبوباً له خطة معروفة وأهداف مكتوبة، وثالثها: الاهتمام بالشراكة مع العالم بكل مايحيط به من تداعيات وصعوبات نزاعات وتحديات. 
يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إنهاء الحروب، اتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء العالم وزيارات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، تنسيق وبيان مشترك بين الحلفاء وتنسيق مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإنهاء أزمة السودان والبدء بالحوار بين المتحاربين، محاولة إيجاد هدنة على الأقل تحقن الدماء وبخاصةٍ أن الناس في فترة أعياد. 
استراتيجية دولة الإمارات الصلبة التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نقرؤها في كلمة سموه، خلال «منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ»، وقد أكدت الكلمة على ركائز عديدة وغنية منها: 
-التأكيد على مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، فالإمارات استثمرت ما يزيد على 150 مليار دولار في العمل المناخي، ولديها خطط طموحة لمزيدٍ من الاستثمارات المستقبلية في هذا المجال. 
-أن دولة الإمارات وخلال رئاستها الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف COP28 ستبذل جميع الجهود المتاحة لتحقيق تقدم جذري في العمل المناخي، والانتقال من وضع الأهداف إلى تحقيقها، والتوصل إلى خطة عمل شاملة، لصالح البشر وكوكب الأرض. 
-ضرورة تعزيز التعاون الدولي في نقل التكنولوجيا وتوفير التمويل اللازم لدعم الانتقال في قطاع الطاقة ومعالجة الخسائر والأضرار، خاصةً في دول الجنوب والمجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ. 
-تؤكد كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على أن استراتيجية الإمارات تقوم على ضرورة بناء علاقة وثيقة بين الطاقة والتغير المناخي، ولذلك دعا في كلمته إلى:«ضرورة تسريع الانتقال العالمي المنطقي والواقعي والمتوازن في قطاع الطاقة من خلال زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بما لا يقل عن ثلاث مرات، ومضاعفة إنتاج الهيدروجين».

الخلاصة أن السياسات المتبعة بالإمارات في منطلقاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية مركزها الأول هو الإنسان، وليست الطائفة أو الأيديولوجيا أو المذهب، هناك شراكة بين البشر في هذا الكوكب، لابد من تنميتها والحفاظ على المشترك الإنساني بالفرص والتحديات والتداعيات. 
ولا يقتصر العمل الدولي الإماراتي على الرعايات والتشجيع، وإنما بالعمل المؤسس لإثبات الدور الريادي الحيوي لها لموقعها الجغرافي ولجمعها بين أمرين اثنين هما: عدم الاقتصار على السياسات التنموية الداخلية، وثانيها: استثمار نجاحات التنمية الداخلية في الدولة لتغذية الدول الأخرى بالعالم بالأفكار والاستراتيجيات التي أفادت منها في رحلة النهضة طول العقود الماضية، وهذا سبب من أسباب نجاح سياسات الإمارات الإقليمية والدولية.
* كاتب سعودي