في كندا، وسط الثلج الذي يغطي الشوارع والأشجار والطرقات والمساكن، استطاعت أسرة دمشقية الهروب من الظروف الصعبة والموت المتربص أمامها، وتختار كندا كوطن جديد.

آنذاك، تحدت الأسرة الدمشقية كراتَ الثلج الأبيض والصراعات المصيرية، والخوف من الموت، وسابقت كل آلامها لكي تصنع أكبر نجاح لدرجة أن الشوكولاتة التي صنعتها وصلت إلى البيت الأبيض، إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية، من شدة جمال القصة تحولت إلى فيلم روائي طويل تحت اسم «سلام بالشوكولاتة»، إنها قصة جميلة وملهمة.

ويجب علينا أن نتذكر أنه يوجد العديد من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات كبيرة في بلدانهم ويضطرون للهجرة، ولكن من خلال الإصرار والعمل الجاد، يمكنهم تحقيق النجاح في موطن استقرارهم الجديد. عندما يتعلق الأمر بمشروع تصنيع الشوكولاتة، فإنه يتطلب مهارات فنية وإدارة أعمال جيدة.

ومن الرائع أن نرى الأسرة الدمشقية اللاجئة في كندا، لأن تكون محظوظة جداً وتتغلب على هذه التحديات بعد أن قطعت رحلة طويلة لكي تصل إلى كندا، وتحصل على الإقامة وتنجح في إنتاج منتجات شوكولاتة عالية الجودة. يعد هذا المشروع نموذجاً جيداً للتنوع الثقافي والاستفادة من الموارد المتاحة في المجتمع الجديد. كما أنه يسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة. لذا، يجب دعم مثل هذه المبادرات وتشجيعها، حيث إنها تسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية بين الأشخاص والمجتمعات المختلفة.

بالتأكيد، يمكن أن نستفيد من قصة الأسرة الدمشقية في كندا وفي العديد من النواحي. حيث تعكس هذه القصة الإصرار والعزيمة اللازمين لتحقيق النجاح في الحياة، بغض النظر عن الظروف الصعبة التي قد تواجهها.

فالأسرة الدمشقية لجأت إلى كندا بحثاً عن حياة أفضل، وبدأوا في تصنيع الشوكولاتة دون أي خبرة سابقة في هذا المجال، ولكنهم عملوا بجد واكتسبوا المهارات اللازمة لتحقيق النجاح. عكست هذه القصة أيضاً قوة التنوع الثقافي والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة. فقد قامت الأسرة الدمشقية بإضافة لمساتها الخاصة إلى منتجاتها من الشوكولاتة، مما أضاف قيمة ثقافية وجودة عالية للمنتجات. وهذا يعمل على تعزيز التبادل الثقافي وتعميق الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.

توفر هذه القصة نموذجاً جيدًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودورها المهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة. فقد تمكنت الأسرة الدمشقية من خلق فرصة عمل لأفرادها وللمجتمع المحلي، وهذا يسهم في دعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل والازدهار. بالإضافة إلى ذلك، تعكس هذه القصة أيضاً الأهمية الكبيرة للتعلم المستمر واكتساب المهارات الجديدة، حيث يمكن لأي شخص البدء في مشروع جديد واكتساب المهارات اللازمة لتحقيق النجاح.

بشكل عام، تعد قصة الأسرة اللاجئة الدمشقية في كندا ملهمة وتعكس الإيجابيات التي يمكن أن يحققها التنوع الثقافي والعمل الجاد والتعلم المستمر في تحقيق النجاح في الحياة. وأخيراً، استطاع الفيلم الذي رصد كفاح الأسرة الدمشقية، أن يثبت أنها تملك القدرة الكبيرة ضد صعوبات الحياة، وفي الوقت نفسه كانت متمسكة بفرص النجاح.

*روائية وكاتبة سعودية.