تحدد دراسة جديدة المناطق غير المستعدة والأكثر عرضة لخطر الحرارة الشديدة، مما يبرز الحاجة إلى الاستعداد لدرجات الحرارة القصوى في جميع أنحاء العالم. توصلت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة بريستول، إلى أن الحرارة غير المسبوقة، إلى جانب تزايد عدد السكان أو محدودية موارد الرعاية الصحية والطاقة، تعرض بعض أجزاء العالم إلى أشد المخاطر، بما في ذلك أفغانستان وبابوا غينيا الجديدة، وبلدان في وسط أميركا. يوضح التقرير أن درجات الحرارة القياسية، «التي لا يصدق أحد أنها يمكن أن تحدث»، يمكن أن تحدث في أي مكان.

قالت عالمة المناخ والمؤلفة الرئيسية للدراسة «فيكي طومسون» إن البلدان التي لم تشهد موجات حارة نادرة حتى الآن معرضة للخطر بشكل خاص. هذا جزئياً لأنها قد تكون أقل استعداداً وغالباً ما يتم اتخاذ خطوات للتكيف فقط، وفقاً لدراسة تمت مراجعتها من قبل الأقران ونشرت يوم الثلاثاء في مجلة «نيتشر كوميونيكيشن».

أفغانستان وفقاً للباحثين، تعد أفغانستان «المنطقة الأكثر قلقاً» لأسباب منها نقص الموارد والنمو السكاني الحاد المتوقع واحتمال حدوث «موجات حر أكثر شدة بكثير مما حدث» حتى الآن. ساهم الاعتماد على سبل العيش الزراعية وضعف التنمية الاجتماعية والاقتصادية وعقود من الحرب في جعل أفغانستان شديدة التأثر بتغير المناخ، مما قد يكون له تأثير شديد على انعدام الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة. وارتفع معدل الفقر والجوع منذ تولي «طالبان» زمام الأمور في عام 2021، وأدى الانسحاب العسكري الأميركي الفوضوي إلى قلب الاقتصاد وتدفق المساعدات.

صنف مؤشر مخاطر المناخ العالمي لعام 2021 أفغانستان في المرتبة السادسة على مستوى العالم من حيث التهديدات المناخية، وواحدة من أقل البلدان استعداداً. أميركا الوسطى البلدان في أميركا الوسطى معرضة للخطر، ومن المرجح أن تشهد درجات حرارة عالية جديدة، على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يزيد عدد السكان بالقدر نفسه في أي مكان آخر. تقول الدراسة: «درجات الحرارة القياسية الحالية أقل بكثير من الحد الأقصى الإحصائي- مما يشير إلى أن المنطقة يمكن أن تشهد قفزة كبيرة في درجات الحرارة القياسية».

وقالت الأمم المتحدة إن الجفاف عبر مساحات من كوستاريكا والسلفادور وجواتيمالا وهندوراس ونيكاراجوا وبنما دمر الأراضي الزراعية وترك ملايين الأشخاص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مما دفع الجهود لاستعادة الغابات في أجزاء من المنطقة. أجزاء من الصين ودول في وسط أوروبا مدرجة أيضاً في القائمة لأن موجات الحرارة القياسية في المناطق المكتظة بالسكان قد تؤثر على ملايين الأشخاص - على الرغم من أنه من المرجح أن يكون لديهم الخطط والموارد للتخفيف من الآثار.

يقول مؤلفو الدراسة إن الحكومات في كل مكان يجب أن تستعد لظواهر الحرارة الشديدة، مع خطوات مثل إنشاء مراكز تبريد وتقليل ساعات العمل بالنسبة لأولئك الذين يعملون في الخارج. وقال «دان ميتشل»، أستاذ علوم الغلاف الجوي وأحد مؤلفي الدراسة: «الاستعداد ينقذ الأرواح». وأضاف: «في هذه الدراسة، نؤكد أن مثل هذه الأحداث المحطمة للأرقام القياسية في درجات الحرارة يمكن أن تحدث في أي مكان. لذا فإن الحكومات في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى الاستعداد».

إيلين فرانسيز*

*صحفية لدى «واشنطن بوست» تغطي الأخبار العاجلة.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»