ليس بالغريب على صحيفة عريقة مثل «وول ستريت جورنال» النيويوركية أن تصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالقائد الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، في تقرير موسَّع لها نُشر الأسبوع الماضي، سلطت فيه الضوء على العديد من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.

أما بالنسبة لنا نحن في الإمارات، مواطنين ومقيمين، فصاحب السمو رئيس الدولة قائد تاريخي صنع الفارق في حياتنا، وحقق إنجازاتٍ يشار إليها بالبنان، تعززت من خلالها المكاسبُ في مجالات الاقتصاد والتنمية والإسكان والابتكار والتعليم والصحة والثقافة والبنية التحتية والطاقة والبيئة والفضاء، والعلاقات الخارجية مع مختلف الدول.. وقد أثبت سموه قدرةَ الإمارات على تعزيز دورها باستمرار في المنطقة والعالَم، كقوة للاستقرار والسلام والتسامح بين الأديان، وتفعيل كل ما يعزز التعاون بين الدول والشعوب من منطلقات إنسانية.

مجتمع الإمارات محظوظ بقيادته الحكيمة، وبما يتمتع به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من رؤية ثاقبة، وتطلعات لا محدودة نحو المستقبل، تتجلى في جهوده المباركة وقراراته الحكيمة، والعمل المتواصل في سبيل تحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات النهضوية، التي تبرز الوجهَ الحضاري للإمارات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

إنه قائد حكيم يمتلك الخبرات في التخاطب مع شعبه وفي بث روح العزيمة لمواجهة التحديات، بحيث أصبحت الإمارات في ظل قيادة سموه من أكثر الدول نجاحاً في التغلب على ما بعد التداعيات التي فرضتها جائحة «كورونا» على العالم أجمع، فكان لقرارات سموه الحاسمة والقريبة من المجتمع، والمطمئنة لجميع السكان الأثر الإيجابي الكبير، الذي جعل دول المنطقة تعتبر الإمارات مثالاً للنجاح والتميز في ضمان استمرارية الأنشطة الحيوية، ودعم قطاعات الابتكار ومشاريع الشباب والشركات الناشئة، وتحويل الأزمات إلى فرص للنهوض والازدهار.

وأصبحت الدولة تتصدر المؤشرات العالمية في كثير من المجالات، وشهد العالَم طموح الإمارات في أن يكون لها دور في مشاريع أبحاث الفضاء وصناعاته، مثل إطلاق مسبار «الأمل» إلى المريخ، وإطلاق المهمة الثانية لدولة الإمارات «طموح زايد 2»، أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وغير ذلك من المشاريع القادمة والمخطط لتنفيذها.

ومن أبرز الإنجازات التي تفخر بها الإمارات، والتي تعد جزءاً من الرصيد الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما تحقق للإمارات من ريادة عالمية في مجال التنمية المستدامة، ومشاريع الطاقة البديلة، وتفعيل مشاريعها الاستراتيجية الكبرى من خلال توليد الكهرباء بالطاقة النووية، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري من خلال 4 مفاعلات نووية تمتلكها الدولة. وعلى مستوى ترسيخ السلام في المنطقة، حققت الإماراتُ خطواتٍ شجاعةً وحكيمةً، مثل توقيع اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل، والمساهمة المستمرة في ترسيخ السلام والحوار في كل من اليمن وليبيا وأفغانستان وغيرها، والتبرع لدعم الجهود الإنسانية والتنموية في العديد من دول العالم.

وإذا ما حاولنا الإحاطةَ بما يميز شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمات قليلة، فيمكننا الإشارة إلى الرؤية الواضحة التي يتمتع بها سموه تجاه مستقبل الإمارات، وهي رؤية تنطلق من وعي القائد الحكيم المحب لشعبه، الذي يتحلى بالشجاعة والإصرار والعزيمة على تحقيق النجاح تلو النجاح، مسنوداً بالتفاف الشعب حوله وبروح العطاء والتسامح، والعمل الدائم على تحسين حياة المجتمعات، وتوفير الفرص للجميع، ونشر ثقافة التعايش السلمي بين الثقافات والأديان، ونبذ التطرف وتعزيز لغة الحوار الإيجابي، وتعميم الخير والمساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة المجتمعات التي تواجه آثار الأزمات، ودعمها لتحقيق السلام والاستقرار.

*كاتب إماراتي