بعد الإنجاز التاريخي لفريق «مانشيستر ستي» في عام 2019 كتب سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة:«نبارك فوز فريق مانشستر سيتي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي والسادس في تاريخه، ونشيد بروح الانتصار التي تحلى بها الفريق والقائمون عليه وأعضاء الجهاز الفني واللاعبون وجماهير وعشاق مانشستر سيتي في كل مكان، متمنين للفريق المزيد من الانتصارات». 
قبل أيام جدد الفريق انتصاراته بحيازته بطولة الدوري الانجليزي وخطفها من غريمه الأرسنال. 
علقت صحيفة البيان على هذه الانتصارات:«برغم تاريخ مانشستر سيتي العريق مع الكرة الإنجليزية منذ تأسيسه قبل 128 عاماً، وتحديداً عام 1894، لكنه لم يتحول إلى واحد من أقوى أندية العالم، إلا قبل 14 سنة فقط، عندما انتقلت ملكيته في سبتمبر عام 2008، إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وليحصد منذ ذلك التاريخ، 17 لقباً». 
من هنا أعلق على دور الرياضة بوصفها قوة رمزية مدهشة، وفيها بعد للتلاقي الحضاري يندر أن تقدمه غير الرياضة بأشكالها وفي مقدمتها كرة القدم. 
حين يحدد الإنسان وقتاً لمتابعة مباراةٍ رياضية، ويتسمّر أمام الشاشة متابعاً فريقه المفضّل فإنه يشعر بالمتعة. الرياضة بالنسبة للمتفرج غايتها تنتهي بانتهاء المباراة. أن يجد صوراً ممتعة، وأن يعثر على أشكالٍ فنيّة يقدمها اللاعب. الصورة الرياضية هي الغاية. وضعت المؤسسات الإعلامية قنوات رياضية، تقدم ثمناً مادياً لمشاهدة المباراة، والفرد يقوم بإجراء من خلال شراء بطاقة تمكنك من متابعة المباراة.
إن اطلاع المجتمعات العربية على الرياضة الأوروبية كان يمكن أن يشكّل نقلةً اجتماعية شاملة لتغيير الرؤية النمطية عن الرياضة المحلية، ذلك أن الفرق بين المتعة البصرية بين مشاهدة مباراةٍ أوروبية مليئة بالصور الفنية والجماليات العبقرية وبين مباراةٍ محليةٍ فقيرة جمالياً مثل المسافة بين فيلم أميركي حائز على أوسكار وبين فيلمٍ محلي لا يتوافر على أبجديات العمل الفني والإبداعي والجمالي.
الاحتكاك بالرياضة غيّر فكرة زرعت خطأً من خلال المؤسسات التعليمية والخطابات الجامدة عن التميّز المحلي المطلق في كل شيء، ولا تزال الصدمات التي تسببها حالات الاطلاع على التطور النوعي الموجود لدى الغرب يضيف إلى الصدمة صدمات، وإلى الكدمة كدمات. الرياضة تعبير أمين عن البيئة التي نشأ فيها النادي كمؤسسة رياضية وعن المستوى الذهني وعن مستوى نشاط أدوات القدرة على الخلْق الجمالي بالنسبة للرياضي. الرياضة مجال خصب من مجالات نثر الجمال حين تكون البيئة التي نشأت بها الرياضة صالحة ومشجعة على المستويات الإدارية والثقافية والذوقية والجمالية، أما أن يريد أحدهم التغلب على النمط الجمالي الأوروبي في الرياضة من دون نبش في العوائق التي تشكلها البيئة الاجتماعية بكل حمولتها الثقافية والدينية والأدبية فإن تلك الإرادة ليست سهلة وهذا ما تسعى إليه تجربة السيتي أن يكون نقطة التلاقي الحضاري والاقتصادي بين الشرق والغرب.
*كاتب سعودي