ترسخ «جائزة الشيخ زايد للكتاب» عامًا بعد عام مكانتها الرفيعة في مجال الثقافة والفكر والإبداع العربي، كما تشكل بذاتها حافزًا إلى تقديم محتوى عربي جادّ في مجالات مختلفة من الكتابة، وتؤكد الريادة الثقافية التي وضعتها دولة الإمارات ضمن أهدافها الاستراتيجية واستخدام المنتجات الثقافية والإبداعية؛ بوصفها من بين روافد التنمية والقوة الناعمة للدولة.
وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، احتفَت الدورة الأخيرة لـ«جائزة الشيخ زايد للكتاب»، أهم الجوائز من نوعها في العالم العربي، يوم الثلاثاء الماضي، بنخبة من المبدعين والكتّاب والمفكرين والناشرين والمواهب الصاعدة، الذين أسهموا بمؤلفاتهم وترجماتهم في إثراء الحِراك الفكري والثقافي والأدبي والاجتماعي العربي والإنساني، خلال حفل نُظِّم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» على هامش فعاليات الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث كرّم سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، الفائزين بالجائزة.
وتأتي قيمة هذه الجائزة من اسمها وتاريخها الناصع، وما عُرفت به من موضوعية ورصانة؛ إذ تضع المشاركين أمام تحديات جديدة، تتطلّبها الكتابة؛ وقد تميّزت نسخة هذا العام وهي تمثل الدورة الـ17 للجائزة، بالعدد الأكبر من المرشحين منذ تاريخ انطلاقها، حيث وصل العدد الإجمالي للمتقدمين للجائزة إلى 3151 من 60 دولة، منها 22 دولة عربية، و38 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وتعمل جائزة الشيخ زايد للكتاب، منذ إطلاقها عام 2006، على تكريم المفكرين والباحثين والأدباء والفنانين على إسهاماتهم المتميزة في إثراء المشهد العلمي والفكري والثقافي والأدبي في مختلف الحقول المعرفية والعلوم الإنسانية؛ ونجحت «الجائزة» في أن تسلّط الضوء على العشرات من المفكرين والموهوبين الذين أصبحوا نجومًا في الساحة الفكرية؛ لإبراز مواهبهم أمام العالم، حيث أصبحت حدثًا سنويًّا ينتظره المثقفون والمفكرون وعشاق الأدب، ويتم تقييم الأعمال المقدَّمة بواسطة لجان تحكيم تضمّ نخبة من أبرز الشخصيات الثقافية والأكاديمية العربية.
وخلال سبعة عشر عامًا، أطلقت الجائزة مبادرات نوعية مميزة تعزز مكانة الثقافة واللغة العربية بين الجوائز العالمية، ومن أهم تلك المبادرات إطلاق منحة الترجمة في 2018، التي جاءت بهدف دعم دُور النشر العالمية في ترجمة الأعمال الأدبية الفائزة بالجائزة، وتم إنجاز أكثر من 30 ترجمة بـ 9 لغات عالمية.
ستبقى دولة الإمارات، كما أرادتها القيادة الرشيدة، ترتقي بالإنتاج الفكري والإبداعي في مجالات مختلفة، والاستفادة منه في تطوير الثقافة والتعليم في العالم العربي، وتُنشّط حركة الترجمة الجادة وتدعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الدول العربية؛ وحفْز المبدعين والمفكرين إلى التنافس الإيجابي على تقديم أفضل ما لديهم. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية