مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات»، تكون دولة الإمارات قد خطَت خطوةً نوعيةً عملاقةً على طريق تعزيز نجاحاتها في مجال الفضاء، ووضع اسمها على قائمة الدول التي حقّقت إنجازات كبرى في قطاع يعتمد على أحدث وأعقد ما توصّل إليه العالَم من اكتشافات علمية وتكنولوجية.

يحمل المستكشف الذي سيقوم بالمهمة اسمَ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ويستمر المشروع 13 عاماً، منها 6 أعوام للتطوير، و7 أعوام للرحلة التي تمتد إلى 5 مليارات كيلومتر، وسوف تتم المهمة من خلال نافذة إطلاق مدتها 3 أسابيع تبدأ في مارس 2028، من أجل استكشاف 7 كويكبات، والهبوط على آخر كويكب فيها، وهو يحمل اسم «جوسيتيشيا» عام 2034.

وربّما تبدو أهمية هذه المهمة الجديدة من خلال تغطية عدد من أهم وسائل الإعلام العالمية الكبرى لها، فقد نقل موقع (SpaceRef)، المتخصص في علوم الفضاء، عن دانييل بيكر، مدير «مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي»، المشارك في المهمة، أنها «تَعِدُ بنتائج علمية غنية ومثيرة».

وكتبت «أسوشيتد برس» أن المهمة تُمثّل «علامة بارزة بالنسبة لوكالة الفضاء الإماراتية المزدهرة، التي أُسّست عام 2014، حيث إنها تواصل نجاحَها بعد إرسال مسبار الأمل إلى المريخ. وستمتد الرحلة الجديدة مسافة تزيد عشر مرات عن مهمة المريخ». وأضافت الوكالة أن المستكشف سينشر: «سفينة إنزال لدراسة سطح جوسيتشيا، طورت بالكامل من قبل شركات خاصة إماراتية».

وفي صحيفة «نيويورك تايمز» كتب محرر علوم الفضاء كينيث تشانغ أن «المجموعة المتنوعة من الكويكبات التي سيزورها المستكشف ستقدّم مقارناتٍ علميةً مفيدةً للكويكبات المماثلة التي ستتم زيارتُها في بعثات أخرى، مثل بعثة (لوسي)، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والتي أُطلقت عام 2021». ونقَل تشانغ عن هال ليفيسون، أحد أعضاء بعثة «لوسي»، أن «المهمة الإماراتية سوف تضيف شيئاً فريداً لا تخطّط ناسا للقيام به».

وأبرزت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء الفوائد التي ستحصل عليها إيطاليا بمشاركتها في هذه المهمة، حيث قالت: «قد يصبح التعاون مع الإمارات ذا أهمية متزايدة، فمن خلال الاستثمار في الفضاء، تهدف الإمارات إلى تحويل نفسها من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة، وضمن هذا الإطار، يعتبر استكشاف الفضاء مجالاً رئيسياً للنمو والتنمية في قطاعات مثل العلوم والتكنولوجيا». وهذه الاقتباسات تمثّل جزءاً يسيراً من سيل هائل من المواد التي أوضحت الحجمَ الحقيقي للإنجاز الإماراتي، والنتائجَ التي ينتظرها العالَمُ من المهمة العلمية الفريدة، والمكانة والسمعة اللتين تعزّزهما دولة الإمارات كل يوم، بوصفها بلداً للتفوق والتميز والعلم والمعرفة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.