من ضمن غيبيات الأطباق الطائرة، هناك شخص يدعي علم أحد الأشخاص الذين يكشفون المخالفات ببرنامج أميركي سري ليستنسخ التكنولوجيا التي تركتها الكائنات الفضائية، وأن هذا الرجل يدعى «بوب لازار». وإليك كيف يروى «لازار» القصة: بصفته فيزيائياً تلقى تعليمه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، عينته البحرية الأميركية في الثمانينيات للعمل كفني في منشأة تحتوي على تسعة أطباق طائرة للكائنات الفضائية. وادعى «لازار» أنه رأي جثثاً لكائنات فضائية وقدم معلومات حول الاتصال البشري بالنظام النجمي «زيتا ريتيكولي». إنها قصة شيقة، باستثناء أن «لازار» ليس فيزيائياً في الواقع، ولم تعينه البحرية قط، ولم يتخرج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أو معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وارتباطه الوحيد المحتمل بالمنشآت العسكرية هو فترة قصيرة قضاها في شركة مقاولات مرتبطة بمنطقة «لوس الاموس» للتطوير التكنولوجي في نيو مكسيكو. 
وحتى تصدق قصته، عليك أن تصدق أنه بمجرد أن تحول إلى الكاشفين عن المخالفات حتى شطب مسؤولون كبار جميع الأدلة من سيرته الذاتية بطريقة سحرية. لكن بوسعك فحسب أن تفترض أن «لازار» هو فنان أميركي بالكامل. وقصة «لازار» هي خلفية مفيدة للجولة الأحدث من الادعاءات حول البرامج السرية الأميركية التي تتضمن تكنولوجيا الكائنات الفضائية التي لم تظهر إلا على موقع التكنولوجيا «ذي ديبريف». والقصة مفيدة أولاً لأنها مألوفة، فلدينا مرة أخرى مُبلغ عن المخالفات يدعي المعرفة بعمل مخفي منذ فترة طويلة يدبر في عالم الأسرار. لكنها مفيدة أيضاً بسبب الاختلاف. فالمخبر المحتمل عن المخالفات في هذه الحالة، هو «ديفيد جروش»، ولا يروج لأوراق اعتماد مزيفة، بل هو محترف سابق في مجال الأمن القومي تم تعيينه في فرقة عمل معنية بالظواهر الجوية غير المعروفة التي تم إنشاؤها حديثاً بين عامي 2019 و2022، يبدو أن هذا التكليف هو الأساس لمزاعمه، فهو يعمل من خلال قنوات الأمن القومي العادية في إعداد هذا التقرير، ولديه شخصيات أخرى ذات خلفية حكومية معينة تتحدث لدعمه. 
وهذا لا يعني أنه يجب عليك تصديقه. ووجهة نظري العامة هي أن ظاهرة مواجهة الأطباق الطائرة تبدو متواصلة مع التجارب الخارقة للطبيعة التي تم سجلها الماضي الطويل لما قبل الحداثة مثل عمليات الاختطاف في عوالم الجن، على وجه الخصوص. وعلى هذا النحو، تقدم التجارب دليلاً على الأرجح على نوع من اللاوعي الغريب الذي تحدث عنه عالم النفس النمساوي «كارل يونج» أو للعوالم الخارقة للطبيعة أكثر مما هي عليه لإشراك زوار الكواكب من نظام «زيتا ريتكولي» النجمي. واحتمال وجود مركبة فضائية مخبأة في الولايات المتحدة في حظائر الطائرات الحكومية ينطوي على افتراضين مستحيلين. الأول، أن الأنواع غير البشرية تعبر محيطات الفضاء أو تقفز حواجز متعددة الأبعاد باستخدام تكنولوجيا عصية على الفهم ومع ذلك تستمر بطريقة ما في الانهيار وتترك الهدايا التذكارية وراءها. وثانياً، أن الحكومات البشرية جمعت الأدلة لأجيال دون أن يتم تسريب الحقيقة أو كشفها أو يطمسها دونالد ترامب فحسب. 

لكن مجرد وجود هذا السجال دليل على تحول رائع في خطاب الأطباق الطائرة العام. قد لا تكون هناك مركبة لكائنات فضائية، لكن من الواضح الآن أن هناك فصيلاً داخل مجمع الأمن القومي يريد من الأميركيين أن يفكروا في احتمال وجود مركبة لكائنات فضائية، لإعطاء هذه القصص مصداقية بدلاً من استبعادها. ويتضمن الدليل على هذا التحول رغبة الجيش المكتشفة حديثاً في الكشف عن مواجهات غريبة في الغلاف الجوي. ويتضمن إنشاء فرقة عمل عين بها «جروش». ويشمل السلوك الغريب للحكومة، والسري بطريقة لافتة للانتباه، حول عمليات إطلاق النار العسكرية لما كان يُفترض أنه بالونات في وقت سابق من هذا العام. ويتضمن أيضاً أمثلة أخرى لأشخاص لهم أوراق اعتماد قوية، مثل أستاذ علم الأمراض في جامعة ستانفورد، «غاري نولان»، يزعمون أنهم تلقوا أدلة على اتصال خارج كوكب الأرض. ويتضمن مجموعة من القصص الغريبة تغذي الكتاب الراغبين في العمل في منطقة العلوم الغريبة. 

لم أتلق شخصياً تلميحات وحكايات، على الرغم من أن متلازمة سوء التعرف الخداعي مستعدة لسماعها إذا كانت لديك. وليس لدي نظرية محددة حول سبب حدوث هذه الدفعة. ربما يكون ذلك بسبب وجود شيء ما بالخارج بالفعل، ونحن نستعد للكشف الكبير. أو ربما سمحت جرعة تمويل البنتاجون التي صممها هاري ريد لدراسة الخوارق في عام 2007 لمجموعة من المتحمسين للأجسام الطائرة بالتسلل إلى مؤسسة الدفاع. أو ربما هناك دائماً شبكة الدولة العميقة من المؤمنين بالمعرفة السحرية. ولنتذكر تجارب الحرب الباردة في البحث النفسي، وقد أصبحوا أكثر حنكة في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة. أو ربما يكون محاولة ساخرة لاستخدام ظواهر لا مسوغ لها كذريعة لإغراء التمويل العسكري. أو ربما تكون عملية نفسية لتشويه سمعة منتقدي دولة الأمن القومي. وسيكون الفضائيون الفعليون أكثر إثارة للاهتمام من مهووسي الدولة العميقة أو ممارسي العمليات النفسية. لكن كل هذه السيناريوهات تصنع قصصاً غريبة جداً حول كيفية عمل حكومتنا. ولذلك يجب أن تتابع ضجة الأطباق الطائرة حتى لو كنت لا تؤمن بوجود كائنات فضائية، لأن الحقيقة قد تكون أكثر غرابة.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2023/06/10/opinion/ufos-government.html