تشير دراسة جديدة إلى أن حجم المساحة المحروقة جراء حرائق الغابات الصيفية في كاليفورنيا قد زاد بنحو خمسة أضعاف من عام 1971 إلى عام 2021، وذلك يرجع بشكل أساسي إلى تغير المناخ.

ويقدر العلماء أن مساحة المنطقة المحروقة في الصيف قد تقفز مرة أخرى بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050. تعد الدراسة تأكيدا إضافيا لأبحاث سابقة تُظهر أن ارتفاع درجات الحرارة والظروف الأكثر جفافاً في أجزاء كثيرة من العالم تجعل حرائق الغابات أكثر احتمالية. وقد أدى دخان حرائق الغابات القادم من كندا إلى تحويل لون السماء على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى اللون البرتقالي.

ووجد البحث الذي نُشر يوم الاثنين الماضي في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» في الولايات المتحدة Proceedings of the National Academy of Sciences، أن حرائق الغابات في كاليفورنيا تشتعل في معظم المنطقة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة، بينما تشتعل في مساحة أقل عندما تكون درجات الحرارة أكثر برودة.

أعد «ماركو توركو»، باحث المناخ بجامعة مورسيا في إسبانيا، وزملاؤه الدراسة لمحاولة تحديد مقدار الزيادة في المنطقة المحترقة من حرائق كاليفورنيا بسبب تغير المناخ، ومدى التقلبات الطبيعية.

وأجرى الباحثون تحليلا إحصائيا لبيانات درجة الحرارة وحرائق الغابات لصيف كاليفورنيا في الفترة من 1971 إلى 2021، ثم اعتمدوا على النمذجة التي توضح كيف يمكن أن تكون العقود العديدة الماضية قد تطورت من دون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان. وخلصوا إلى أن المنطقة المحروقة قد زادت بنسبة 172% أكثر مما كان سيحدث من دون تغير المناخ. وخلص الباحثون إلى أن التأثيرات التي من صنع الإنسان بدأت تطغى على ما كان يمكن توقعه دون تلوث غازات الاحتباس الحراري بعد عام 2001.

ربطت العديد من الدراسات المنشورة بين تغير المناخ وحرائق غابات كاليفورنيا من خلال العامل الرئيسي الذي تم الاستشهاد به فيها، وهو جفاف الهواء، والذي يسميه العلماء «عجز ضغط البخار» - الفرق بين الكمية الفعلية لبخار الماء في الهواء والنقطة التي يصبح عندها الهواء متشبعاً ببخار الماء.

لكن حرائق الغابات هي أحداث معقدة، وهناك عوامل أخرى تلعب دوراً أيضاً في ذلك، ومن بينها الاتجاهات في هطول الأمطار، والتجمعات الثلجية في الربيع، وتواتر الحرارة الشديدة، وسوء إدارة الغابات التي تترك خشبا جافا أو قابلا للاحتراق على الأرض والذي ينتظر شرارة للاشتعال.

ما وجده «توركو» أن أحد هذه المتغيرات كان إلى حد كبير تفسيراً مفيداً للغاية للبيانات: درجة الحرارة، أو بشكل أكثر تحديداً، المتوسط الشهري لدرجة حرارة الذروة اليومية. وهو يقول: «كان هذا مفاجئا للغاية بالنسبة لي. فقد أجريت الكثير من الاختبارات للتأكد من أن هذا النموذج البسيط حقا يعمل. بالنسبة لي، كان الأمر سهلا وبسيطا للغاية للحصول على هذه النتائج القوية. ولكن في النهاية تبين أن «العلاقة قوية جدا».

إريك روستون*

*صحفي متخصص في العلوم والمناخ

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»