يعكس النهج الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه أزمات المنطقة العربية، وتجاه الأزمات الإقليمية والدولية بشكل عام، مبادئ وثوابت سياستها الخارجية المتمثلة في الحرص على التزام واحترام مواثيق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية كافة، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل، وحل الصراعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية.
ولا شكَّ في أن هذا النهج الثابت ينعكس على ما أثبتته من خلال دورها الرائد والمُشرّف وجهودها الاستثنائية في حماية ركائز الأمن والاستقرار القومي العربي والإقليمي وتثبيتها، واعتبار السلام والحل السياسي أولويتها القصوى، والحرص الدائم على تخفيف تداعيات الأزمات على الشعوب.
هذه السياسة الراسخة، انعكست على ما يمرّ به السودان الشقيق، الذي قدَّمت له دولة الإمارات الدعم السياسي والاقتصادي طيلة السنوات الماضية. ومنذ بداية الصراع الحالي في السودان، حرصت الدولة على تخفيف آثار المواجهة الدامية، ودَعت إلى إنهاء التصعيد ووقف إطلاق النار وإعلاء لغة الحوار الدبلوماسي، ودعمت العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني، من خلال جهود دبلوماسية متواصلة ومتعدّدة الأطراف للوصول إلى تفاهمات بين أطراف النزاع، مؤكدةً أهميةَ العمل على استعادة الأمن والاستقرار في البلد العربي الشقيق.
وفي ظل استمرار الأزمة وتفاقمها وفشل محاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المتصارعة، دعمت دولة الإمارات جميع الجهود الإقليمية والدولية التي تصبّ في الالتزام بحماية المدنيين، وحماية السودان وسلامة أراضيه والحفاظ على مكتسباته ووحدته، وهو ما التزمت به الإمارات منذ بداية الصراع الحالي وحتى الآن، وسيستمر هذا الموقف استنادًا إلى حرص الإمارات على تعزيز الاستقرار في الدول العربية الشقيقة.
وعلى الجانب الإنساني، استمرت دولة الإمارات في تطوير جهودها الإنسانية والإغاثية، وانعكس ذلك بوضوح في المبادرات المستمرة التي أمرت بها قيادتُنا الرشيدة في أشكالٍ متعددة، مثل المشاركة الفعالة في جهود الإغاثة الدولية والتنسيق مع دول الجوار السوداني لتسهيل أعمال الإغاثة للشعب السوداني، وتخصيص الميزانيات اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، وتوجيه المؤسسات الإماراتية المعنية بإرسال القوافل الجوية والبحرية المحملة بمواد الإغاثة كالإمدادات الغذائية والطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وتوفير مساعدات إضافية عاجلة للنازحين السودانيين، وتسيير سلسلة من طائرات الإجلاء للمدنيين من الفئات الأكثر احتياجًا كالمرضى والأطفال وكبار السن والنساء وتوفير الخدمات الطبية الضرورية، وكان آخرها افتتاح المستشفى الميداني في منطقة أمدجراس التشادية على الحدود مع السودان، لتوفير خدمة طبية لمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، إلى جانب افتتاح مكتب تنسيقي خاص بتقديم المساعدات في المنطقة ذاتها.
وتنطلق دولة الإمارات في هذه الجهود من نهجها الثابت في العمل على إنهاء الأزمات وتسوية الصراعات بالطرق السلمية، وضمان الأمن العربي والإقليمي، وهي لا تدخر وسعًا في سبيل تحقيق هذه الأهداف النبيلة، التي تؤكدها الأفعال لا الأقوال منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية