تروج إدارة بايدن لجهودها للانتقال إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، لكن دراسة جديدة تظهر أن قلة من العمال الذين يتركون الصناعات المرتبطة بالوقود الأحفوري ينتقلون إلى وظائف صديقة للبيئة - خاصة الأكبر سناً ممن لا يحملون شهادة جامعية.
فقد قام باحثون في جامعة «ويك فورست» وجامعة بنسلفانيا بتحليل التغييرات الوظيفية في أكثر من 130 مليون ملف شخصي من شركة تحليلات السوق «لايت كيس» Lightcast. ووجدوا أنه في حين أن معدل الانتقال من ما يسمى بالوظائف غير الصديقة للبيئة إلى الوظائف المرتبطة بإنتاج الطاقة المتجددة أو المركبات الكهربائية قد زاد عشرة أضعاف، فإن أقل من 1% من جميع العمال يتركون وظائف مرتبطة بانبعاثات كربونية من أجل وظيفة صديقة للبيئة، ويكونون أكثر ميلاً للانتقال إلى التصنيع أو أي صناعة أخرى كثيفة الكربون.
ووفقا للدراسة، جاءت الغالبية العظمى من العمال الذين استقروا في وظائف صديقة للبيئة من صناعات ومهن أخرى مثل مديري المبيعات ومطوري البرمجيات ومديري التسويق. وما يقرب من ربع الوظائف الخضراء ذهب إلى هؤلاء الذين يحصلون على وظيفة لأول مرة.

ووجدت الدراسة أن العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما هم أكثر عرضة للانتقال إلى وظائف أخرى غير صديقة للبيئة مقارنة بالعاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، وأولئك الذين ليس لديهم درجة البكالوريوس هم أقل ميلاً للانتقال بنجاح إلى وظيفة صديقة للبيئة.
وخلصت الدراسة إلى أنه «بينما يبدو أن بعض العمال قادرون بالفعل على الانتقال من العمل في وظيفة كثيفة الكربون إلى وظيفة أقل كثافة للكربون، تُظهر البيانات بوضوح أن غالبية الوظائف الخضراء لا يتم شغلها بواسطة عمال كانوا يعملون من قبل في وظائف قذرة، على الأقل ليس على مدار التاريخ».
كان الرئيس جو بايدن وإدارته يروجون للانتقال إلى وظائف ذات رواتب جيدة في الصناعات الخضراء كجزء من ازدهار استثمارات الطاقة النظيفة قبل يوم الأربعاء الماضي الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لصدور قانون الحد من التضخم، وهو مشروع قانون المناخ الذي يحمل توقيع الرئيس الأميركي.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية «جانيت يلين» في خطاب ألقته يوم الإثنين في لاس فيجاس: «إننا نضع العمال الأميركيين والوظائف الأميركية في قلب تحولنا إلى الطاقة النظيفة، مع التأكد من أن الأميركيين في جميع أنحاء بلادنا يستفيدون من الطلب العالمي المتزايد على المنتجات منخفضة الكربون».

مارك نايكيت
صحفي متخصص في أخبار التجارة العالمية

ينشر بترتيب خاص مع «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»