في الآونة الأخيرة واتتني الفرصة لرؤية الدببة الأميركية الضخمة «الدببة الرمادية» في أيام متتالية بالقرب من الطريق الذي يمر عبر وسط متنزه ومحمية دينالي الوطنية في ألاسكا. وسرعان ما اختفى أسياد التندرا هؤلاء، الرائعين والملفتين مثل جبل دينالي نفسه الذي يبلغ ارتفاعه 18.000 قدم، إذ يبدو أنهم رأوني أو شموا رائحتي. حدث كل هذا قبل أن أتمكن من تثبيت الكاميرا. لو كنتُ صياداً بدلاً من مصور فوتوغرافي، لما كان لدي الوقت لإطلاق رصاصة واحدة. لكن ما يقرب من 100 دب بني «نسخة ساحلية أكبر من الدب الرمادي» على بعد مئات الأميال لم تكن محظوظة جداً.

فقد تم ذبحهم على أيدي عمال الصيد الحكوميين، وأطلقوا النار من الهواء داخل وحول متنزه وود تيكشيك الحكومي في جنوب غرب ألاسكا.لم يكن لدى الدببة أي فرصة. وقد أمر مجلس ألاسكا للصيد «الذي يتألف من ستة رجال وامرأة واحدة -معينين من قبل الحاكم -وهم من الصيادين أو مرشدي الصيد» بقتل 94 دباً بنياً وخمسة دببة سوداء وخمسة ذئاب على مدار 17 يوماً في شهري مايو ويونيو عندما كانت أنثى حيوان الوعل توشك على الولادة وذلك لضمان سلامة الصغار.

وفي اجتماع مجلس الإدارة، حيث تم اتخاذ القرار، قدم علماء الأحياء البرية في الولاية بيانات أظهرت أن برنامج الولاية لمكافحة الحيوانات المفترسة، والذي يشمل الذئاب، لم يكن فعالاً في دعم قطيع الوعول. لكن المجلس صوت مع ذلك لصالح تمديد برنامج مكافحة الذئاب وإضافة الدببة إلى هذا الجهد. والسبب، وفقاً لإدارة الأسماك والطرائد في ألاسكا، هو أن «السيطرة على الحيوانات المفترسة أداة فورية» يمكن استخدامها «لمحاولة تراجع أعداد القطيع». لقد كان ذلك جهداً سيئ الحظ لحماية ما تبقى من الأعداد المتناقصة لقطيع وعل مولتشاتنا.

وفي عام 2011، سمح مجلس ألاسكا للصيد بإعداد برنامج لمكافحة الحيوانات المفترسة، لتقليل أعداد الذئاب ومساعدة القطيع، وهو أمر مهم لصيد الكفاف في حوالي 50 مجتمعاً نائياً يقع ضمن نطاقه. ومنذ عام 2011، قُتل أكثر من 470 ذئباً في المنطقة، بما في ذلك أكثر من 140 ذئباً كجزء من برنامج مكافحة الحيوانات المفترسة في الولاية، وفقاً لإدارة الأسماك والطرائد في ألاسكا. ومع ذلك، انخفض عدد قطيع الوعل إلى 12 ألف حيوان بحلول عام 2017، مقابل حوالي 200 ألف حيوان في عام 1997.

وفي عام 2020، اكتشف علماء الأحياء في مجلس ألاسكا للأسماك والصيد «فيش أند جيم»، والذين درسوا القطيع، أن ما يصل إلى ثلث الحيوانات التي تم أخذ عينات منها كانت تعاني من داء البروسيلات (الحمى المالطية)، وهو مرض معدٍ تسببه البكتيريا ويمكن أن يؤدي إلى العقم والإجهاض في وقت متأخر والعرج. كما أثار العلماء مخاوف في دراسة مستمرة حول مدى توافر التغذية الكافية للقطيع بعد العثور على تباين كبير في حالة الوعل في الخريف، مع انخفاض نسبة الدهون في الإناث المرضعات. لكن قتل الذئاب لم يحدث أي فرق. والأسوأ من ذلك أن قتل الذئاب لم يحافظ على صحة القطيع من خلال إعدام الوعل المريض. وستقوم الدببة، التي تعيش على النباتات الغنية بالبروتين في معظم نظامها الغذائي، بقتل عجول الوعل، لكن هناك القليل من الأدلة على أن هذا يؤثر على إجمالي عدد القطيع.

وفي مقال رأي نُشر مؤخراً، كتب 34 عالماً متقاعداً ومديراً للحياة البرية في ألاسكا: «من غير المرجح أن تؤدي السيطرة على الدببة إلى زيادة كبيرة في أعداد الوعل نظراً للمشاكل الحالية المتعلقة بالتغذية والأمراض والحصاد غير القانوني». تاريخياً، ترتفع أعداد قطعان الوعل، وتنخفض بشكل دوري. وفي الآونة الأخيرة، شهدت القطعان انخفاضاً حاداً في جميع أنحاء أميركا الشمالية بسبب تغير المناخ، وفقدان الموائل، والصيد، والمرض.

ووجدت الدراسة المستمرة التي تجريها الولاية لقطيع مولشاتنا أن الصيد خارج الموسم هو «السبب السائد لوفاة الإناث البالغات»، وأن «أياً من مصادر البيانات الحالية لدينا لا تشير إلى الحيوانات المفترسة، باعتبارها تحدياً كبيراً» للوعل البالغ. مثل غيري من زوار الحديقة، ذهبتُ إلى متنزه دينالي للاستمتاع بالحياة البرية. رأيتُ الوعلَ وحيوان «الموظ»، وعثرت على آثار الذئاب. وتمنيت أن أقوم بتصوير الدببة أيضاً، مثل تلك التي عرضتها ولاية ألاسكا للترويج للسياحة. وتساءلتُ: كيف يمكن لمسؤولي السياحة في الولاية ومجلس ألاسكا للعبة أن يعملوا ضد بعضهم البعض.

قال لي الدكتور جاري كوفيناس، الأستاذ الفخري لسياسة الموارد في جامعة ألاسكا، فيربانكس: «أفضل وصف لخطة إبادة الدببة بهذه الطريقة المتطرفة هو أنها مخزية». وأوضح أن مجلس الإدارة «بنى قراره على القليل من البيانات، وعدم وجود مراجعة علمية، وعدم وجود فرصة ذات معنى للتعليق العام، وتجاهل آثار القرار على النظام البيئي ككل». انتهى برنامج القتل لهذا الموسم. وتخطط إدارة الأسماك والصيد في ألاسكا الآن لمراجعة النتائج لتحديد ما إذا كان «هناك ما يبرر إجراء مزيد من التخفيضات في أعداد الدببة والذئاب خلال موسم الولادة الربيعي». وقد تم رفع دعويين قضائيتين على الأقل لوقف قتل الدببة.

ومن المقرر أن تستمر برامج مكافحة الحيوانات المفترسة في المنطقة حتى عام 2028. وقال توني نولز، الحاكم السابق لولاية ألاسكا، هو من بين كثيرين في الولاية الذين يريدون إنهاء برنامج مكافحة الحيوانات المفترسة: «مذبحة مولتشاتنا هذه ليست مجرد قضية محلية في ألاسكا تتعلق بإطلاق النار من طائرة. لقد قتلوا 94 دباً بنياً دون أي دعم علمي». وأضاف: «نأمل أن تسبب هذه الموجة الصادمة نظرةً جديدة في جميع أنحاء أميركا حول كيفية تعاملنا مع حياتنا البرية وما يعنيه ذلك لبيئتنا».

 

جون ووترمان*

*كاتب متخصص في الحياة البرية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»