يعرف سكان كاليفورنيا حرائق الغابات والزلازل، والأعاصير، ولكن ليس كثيرا. لذا، عندما غمرت العاصفة الاستوائية «هيلاري» جنوب كاليفورنيا في شهر أغسطس الماضي الذي عادة ما يكون جافا للغاية، فقد أظهرت مدى تعرض أصحاب المنازل لمخاطر مالية متزايدة ناجمة عن فيضانات غير متوقعة ناجمة عن المناخ. لا تُغطي وثائق التأمين العادية لأصحاب المنازل الفيضانات، وأقل من 2% من الأسر في كاليفورنيا لديها تأمين ضد الفيضانات، حتى مع تزايد العواصف الشتوية التي تغمر الأنهار والسدود، وتضرب الساحل وتغمر الصحراء.

مع مرور العاصفة هيلاري، أول عاصفة استوائية تضرب ولاية «جولدن ستيت» منذ 84 عاماً، فوق بالم سبرينجز في 20 أغسطس، تسببت في هطول أمطار تعادل أمطار ما يقرب من عام في يوم واحد على المجتمع الصحراوي شرق لوس أنجلوس، مما تسبب في فيضانات واسعة النطاق في محيط وادي كواتشيلا. عندما تقوم بشراء منزل، سيقوم المُقرض بفحص الخرائط التي نشرتها إدارة الطوارئ الفيدرالية لمعرفة ما إذا كان العقار يقع في منطقة فيضانات مصنفة على أنها عالية المخاطر من قبل الحكومة أم لا.

إذا كان الأمر كذلك، فقد يطلب منك المُقرض الحصول على تغطية من خلال البرنامج الوطني للتأمين ضد الفيضانات التابع للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ أو من شركة تأمين خاصة. إذا كان لديك قرض مؤمن فيدراليا وتعيش في منطقة خطر، فإن التأمين ضد الفيضانات يكون إلزامياً.

وقد يقع منزلك أيضاً في منطقة تحددها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) على أنها أقل عرضة لخطر الفيضانات. ولكن نظراً لأسعار المنازل الباهظة في كاليفورنيا وارتفاع معدلات التأمين، يتخلى العديد من أصحاب المنازل عن التأمين ضد الفيضانات في غياب شرط شراء وثائق التأمين، وفقاً لما ذكره صالح. حتى أولئك الذين يتعين عليهم شراء التأمين ضد الفيضانات للحصول على رهن عقاري قد يلغون قروضهم في السنوات التالية، مراهنين على أن مُقرضهم لن يلاحظ ذلك.

ربما يكون الجفاف الذي حطم الأرقام القياسية في ولاية كاليفورنيا لمدة ثلاث سنوات، والذي انتهى فقط مع عواصف الشتاء الماضية التي حطمت الأرقام القياسية، قد جعل الفيضانات تبدو وكأنها تهديد بعيد. يُصدر البرنامج الوطني للتأمين ضد الفيضانات 89% من وثائق التأمين السكني في كاليفورنيا. ومن بين ما يقرب من 24000 أسرة في بالم سبرينجز، تم تغطية 167 أسرة فقط بالتأمين الفيدرالي ضد الفيضانات اعتبارا من 31 يوليو، وفقا لبيانات الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.

وفي مدينة كابيتولا الساحلية بشمال كاليفورنيا، التي شهدت جرف رصيف الميناء وفيضانات المنازل في الشتاء الماضي، فإن 66 أسرة فقط من أصل 4656 أسرة لديها تأمين فيدرالي ضد الفيضانات. وقال مايكل سولير، نائب مفوض إدارة التأمين في كاليفورنيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الولاية «تعمل على زيادة وعي المستهلكين بثغرات الحماية في التأمين ضد الفيضانات».

تستفيد الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ من البيانات التاريخية وبيانات الأرصاد الجوية والطبوغرافية لتحديد احتمالية حدوث فيضانات من الأنهار وكذلك من الأمواج التي تحركها العواصف في المناطق الساحلية. لكن الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ تجاوزت هذه الافتراضات.

وينطبق هذا بشكل خاص على ولاية كاليفورنيا، التي تأرجحت بين أقصى درجات الجفاف والطوفان على مدى العقد الماضي. من المحتمل أن العاصفة الاستوائية التي ضربت كاليفورنيا في ظل صيف حار وجاف لم تكن مدرجة ضمن احتمالية الفيضانات الخاصة بالوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.

تقول «كريستينا هيل»، الأستاذة المشاركة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، والتي تدرس ارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيرات المناخ الأخرى على الهيدرولوجيا الحضرية: «لقد رأينا في جميع أنحاء البلاد أن خرائط الفيضانات التي أعدتها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ليست بالضرورة أفضل مؤشر لمكان حدوث الفيضانات. لذا فإن ما نراه في كاليفورنيا هو أن المناطق المصنفة على أنها معرضة للفيضانات ليست بالضرورة هي الأكثر عرضة للفيضانات».

خلال الفترة من ديسمبر 2022 إلى مارس 2023، تدفقت تيارات بخار ماء محملة بالرطوبة إلى الولاية (وهذا ما يعرف بالأنهار الجوية وهي أعمدة طويلة ومتعرجة من بخار الماء تتشكل غالباً فوق المحيطات الاستوائية)، يمكن لمثل هذه الأمطار الغزيرة والمستمرة أن تؤدي إلى حدوث فيضانات مفاجئة بعيدا عن أي ممر مائي، وإغراق مصارف العواصف وغيرها من بنى تحتية تعود للقرن العشرين التي تم بناؤها لمناخ لم يعد موجوداً. ويمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى ارتفاع منسوب المياه، مما يؤدي إلى مزيد من الفيضانات حيث تغزو المياه الجوفية المنازل من الأسفل.

تود وودي*

*صحفي لدى بلومبيرج.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»