منذ تأسيسها، تُولي دولة الإمارات الأمنَ والسلامَ أولوية قصوى، ويحظى موضوع تعزيز الأمن والسِّلم الدوليين بمكانة متقدمة في اهتمامات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مستلهماً سموه في ذلك إرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي منَح السلام أولوية مطلقة، حيث كان يؤمن، رحمه الله، بأن العالم لن ينعم بالرخاء والتقدم والازدهار إلا بالسلام، وبأن المسؤولية الحضارية التي تتحملها دولة الإمارات تحتم عليها أن تكون في مقدمة دول العالم التي تكرس جهودها لهذا الهدف النبيل.

وتشارك دولة الإمارات العالمَ الاحتفالَ باليوم العالمي للسلام، الذي يصادف الحادي والعشرين من سبتمبر من كلّ عام، بوصفه مناسبة عالمية لتعزيز مُثل السلام وقيمه في أوساط الأمم والشعوب.

وتمتلك الدولة سجلاً حافلاً وراسخاً من التعايش والتسامح الديني والثقافي بين سكانها، حيث يُقيم على أرضها مواطنون من أكثر من 200 جنسية، وينعمون فيها بالحياة الكريمة والاحترام والمساواة.

وتسهم جهود صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في هذا المجال، في تعزيز آليات تحقيق السلام والاستقرار للشعوب والمجتمعات، ومن أبرزها رعاية سموه لإطلاق «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي وقّعها بالعاصمة أبوظبي، في فبراير 2019، كلٌّ من فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لترسيخ دعائم تحقيق الأمن والسلام، وبذلك أصبحت دولة الإمارات عاصمةً عالمية تلتقي فيها حضارات العالم أجمع، ما أدى إلى تنوع ثقافي غنيّ بالعادات والتقاليد المختلفة.

وساعد التعايش السلمي في الإمارات، الذي يجمع أسمى مفردات الحب والسلام والتسامح، في تهيئة كل أسباب الأمن والأمان والاستقرار. ويعمل صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، جاهداً، على جَسر الفجوة بين شعوب العالم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ونبْذ التطرف الديني والفكري والعِرقي بكل صوره وأشكاله. وتؤكد تصريحات سموه مراراً وتكراراً على الأهمية القصوى للتعايش والتضامن بين مختلف شعوب العالم، وتحويل هذا التعايش بين الناس جميعاً إلى تعاون إنساني شامل يخدم البشرية.

وضمن رؤية دولة الإمارات تجاه دعمها السلام وسعيها لتكريسه، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2011، «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي»، بهدف تعزيز ثقافة السلام، التي تعتبرها الأمم المتحدة إحدى أهم آليات التفاعل الخلّاق بين الشعوب للسلام، في سعيها الدؤوب لإرساء السِّلم.

ويبقى «اليوم العالمي للسلام» مناسبة دولية مهمة يجب أن نستوحي منها العمل المستمر من أجل نشر قيم السلام والمحبة والتسامح في العالم، وحلّ النزاعات بالطرق السليمة والحوار والتفاهم، وتجنُّب المآسي وويلات الحروب التي عانتها المجتمعات الإنسانية على مرّ العصور.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.