أعلنت دولة الإمارات في 15 سبتمبر الجاري عن إطلاقها، منصة رقمية جديدة، للاستجابة للكوارث لدعم الدول المنكوبة، بحيث تتمكن من استخدامها لإبلاغ المجتمع الدولي عن احتياجاتها الإنسانية على نحو عاجل وفعال.

جاء هذا الإعلان أمام المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن «صون السلم والأمن الدوليين: النهوض بالشراكات بين القطاعين العام والخاص في المجال الإنساني».


وستعمل المنصة على إتاحة المجال أمام الدول المتضررة من الكوارث للإبلاغ عن المناطق وحجم الاحتياجات المطلوبة، مما سيساعد الشركاء على تسريع إيصال المساعدات إلى الأماكن المحددة. كما ستستخدم المنصة أحدث التقنيات بشكل آمن لضمان سلامة البيانات، ومنها الذكاء الاصطناعي، والتعلّم الآلي، والأدوات الخاصة بالتحليل المكاني.


وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: «نواجه اليوم أزمة في منظومة العمل الإغاثي والإنساني، حيث لم تعد البنية الأساسية السابقة قادرة على مواكبة الأزمات الراهنة».

وأضافت: «تسعى دولة الإمارات إلى تطوير منصة رقمية لمساعدة الحكومات، وتمكينها من الاستفادة من الدعم الدولي في أعقاب الكوارث الطبيعية. ونتطلع إلى العمل مع الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، لإطلاق أداة من شأنها تعزيز قدراتنا على الاستجابة للأزمات».
 وتعتبر دولة الإمارات من أكبر المانحين في مجال العمل الإغاثي والإنساني في العالم.

وتحتضن إمارة دبي «المدينة العالمية للخدمات الإنسانية» التي تعد أكبر مركز لوجستي إنساني على المستوى العالمي، حيث تضم 62 منظمة، بما يشمل الهيئات الرئيسية في الأمم المتحدة، و17 شركة من القطاع الخاص.


وفي السياق ذاته، لابد من الإشارة إلى الأهمية البالغة التي تحظى بها صناعة الطيران والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات، بما يتضمن شركات «الاتحاد» و«الإمارات»، و«موانئ دبي العالمية»، وضرورتها في دعم الجهود الإنسانية الدولية، حيث تعمل بشكل وثيق مع منظمة الأمم المتحدة والشركاء الآخرين، لضمان إيصال المساعدات للمحتاجين.
 يذكر أن القطاع الخاص في دولة الإمارات قد أسهم بأكثر من 250 مليون دولار أميركي، لدعم الجهود الإغاثية والإنسانية العالمية على مدى السنوات الخمس الماضية.

إطلاق المنصة الرقمية للكوارث، أثار لدينا فكرة: أن يتم البحث عن إيجاد أداة إنسانية تجمع: «فرق إنقاذ عربية متخصصة، للتدخل الإنساني السريع» ويمكن لدولة الإمارات، أن تتبنى هذا المشروع، بحكم خبرتها الطويلة وريادتها في الأعمال الإنسانية. وبمساهمة بعض الدول العربية، الراغبة في المشاركة، المادية والبشرية وتشكل الإمارات التجمع، الذي تنضم إليه الدول المشاركة في عملية التدخل الإنساني السريع، الخاص بالدول العربية.

كارثة الزلزال في المغرب والعاصفة العاتية والفيضان في درنة بليبيا، وقبلها الزلزال في سوريا، تثير سؤالاً جوهرياً كبيراً وهو: لماذا لا توجد في العالم العربي دبلوماسية الكوارث؟ ولماذا لا يكون مستوى التنسيق بين الدول العربية مجتمعة للاستجابة السريعة للكوارث؟

شاهدنا بكل أسى وألم، فرق الإنقاذ في زلزال المغرب تعمل بجد وقوة، ورأينا كم هي التحديات الجسيمة التي تتضمنها عملية الإزالة والحف، خاصة أن التأخير في عملية الإنقاذ دائماً ما يكون سبباً في ارتفاع نسبة الموتى، ذلك ما علينا التفكير فيه، أن الدول العربية، تعوزها آليات متطورة حديثة، بديلة عن الآليات التقليدية القديمة، التي لا تلبي احتياجاتها الحالية في سرعة الإنقاذ، لا سيما مع تزايد حدوث الزلازل والأعاصير والفيضانات في ظل تغير المناخ العالمي.

*سفير سابق