سنوياً ينفق العالم ما لا يقل عن 22 مليار دولار لقتل البعوض الذي ينشر الملاريا وحمى الضنك وغيرهما من الأمراض المدمرة.
وتشتري هذه الأموال مليارات اللترات من المبيدات الحشرية، وملايين الكيلوجرامات من مبيدات اليرقات، و75 مليون ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية. يتم ضخ مئات الملايين من الدولارات كل عام في الأبحاث حول طرق جديدة لقتل البعوض.
ولكن بمجرد أن يخترع البشر طرقاً جديدة للسيطرة عليها، تطور الحشرات طرقاً للمقاومة. ولكن يتم عادة اللجوء إلى طرق بسيطة لمنع انتشار البعوض أو على الأقل وصوله إلى المنازل، وهو ما يبدو من خلال النوافذ التي تمت تغطيتها بحواجز خضراء أو قماش شبكي لمنع اختراق البعوض للنوافذ ودخوله المنزل.
هذه الحواجز تؤشر لاستكمال أعمال إنشاء المنزل، فرحةً كبيرة بالنسبة لعائلة «كالالو» التي تملكه، إذ انتظرت طويلاً وبفارغ الصبر لحظةَ قيامه، حيث أشادته على الأرض التي تقطنها في قرية تشيكوتي على بعد نحو 30 ميلاً جنوب مدينة إيفاكارا في إقليم موروغورو الواقع ضمن الجزء الأوسط الشرقي من البر الرئيس لتنزانيا.
ويبلغ عدد السكان في جمهورية تنزانيا الاتحادية، الواقعة في شرق أفريقيا ضمن منطقة البحيرات العظمى، نحو 62 مليون نسمة، بينهم نحو 27 مليون شخص يعيشون من دون خط الفقر، وما يرتبط بذلك من مشكلات تتعلق بمستوى الحياة، وضمنه الغذاء والصحة والتعليم ونوعية السكن.
البيت الجديد لعائلة كالالو في قرية تشيكوتي صغير نسبياً. في منطقة البحيرات العظمى التي تغلب عليها المستنقعات والغابات وحرارة الجو ورطوبته، تكون الأجواء مناسبة لنمو البعوض ، ومن ثم يتعين مقاومته للحد من أضراره على السكان، ويبدو أن الحواجز الشبكية الخضراء لا ترال هي الوسيلة الأبسط لسكان هذه المنطقة.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)